تخفيضات مهمة عرفتها هذا اليوم الإثنين الـ8 من شهر يناير 2024، السعر المتوسط للبنزين عالميا، وذلك بفعل تراجع ملحوظ في أسعار البيع الرسمية للخام السعودي بموازاة مع الزيادة في إنتاج منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، بخلاف ما كان منتظرا من اشتعال الأسعار بسبب تصاعد التوتر الإقليمي في منطق الشرق الأوسط بسبب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وتداعياتها على المنطقة.
وفي هذا السياق كشفت آخر المعطيات التي تناولتها كبريات المواقع المتخصصة في أسعار البنزين و المقربة من “أوبك”، بأن “خام برنت” و نظيره غرب تكساس الوسيط، وبعد قفزهما بأزيد من اثنين بالمئة في الأسبوع الأول من السنة الحالية 2024 بعد عودة المستثمرين من عطلة الاحتفالات برأس العام الجديد، فقد انخفض خام برنت بنسبة 1.09 بالمئة (أو ناقص 86 سنتا) إلى 77.90 دولارا للبرميل، كما نزل خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1.15 بالمئة (أو ناقص 85 سنتا) إلى 72.96 دولارا للبرميل.
وبناء على هذا الانخفاض المسجل في أسعار البيع الرسمية للخام السعودي والزيادة في إنتاج منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، فقد أفاد الموقع العالمي المهتم بأسعار البنزين عالميا” global pétrole prices” ضمن آخر قصاصة نشرها على صفحته، بأن أسعار البنزين لشهر يناير الجاري بلغ السعر المتوسط للبنزين عالميا إلى 1.30 (الدولار الأمريكي) للتر، مشددا على وجود فروق ملحوظة ما بين الدول، حيث تكون الأسعار في الدول الغنية مرتفعة بالمقارنة مع الدول الفقيرة، أما الدول المنتجة والصادرة للبترول فتكون الأسعار أقل منها بكثير، ذلك أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر حالة استثنائية إذ تتميز بالتقدم الاقتصادي المتفوق ولكن في الوقت ذاته تكون أسعار البنزين فيها منخفضة.
و تعود فروق أسعار البنزين في الدول المختلفة، وفق تقاري نفس الموقع المتخصص في أسعار المحروقات العالمية” global pétrole prices”، إلى الدعم الحكومي للبنزين وحجم الضرائب المعتمد فيه، حيث تقتني جميع الدول في العالم النفط بذات الأسعار ولكنها فيما بعد تفرض ضرائب مختلفة مما يؤدي إلى اختلاف أسعار التجزئة للبنزين على الرسم البياني، وذلك بسبب اعتماد بعض الدول في تحديث أسعار البلدان المشار إليها بعلامة * على أساس أسبوعي، فيما تطبق البلدان الأخرى نظام التحديث شهري لأن هذه البلدان لديها أسواق بيع المحروقات منظمة ولا تتغير الأسعار بشكل متكرر.
وفي مقابل الانخفاض الدولي لأسعار البنزين المسجل هذا اليوم الإثنين الـ8 من يناير الحالي، فإن ثمن الغازوال في المغرب يبقى مرتفعا ولا يتأثر بنزول ثمن العالمي، حيث يفترض بأن لا يتعدى 11 درهم وثمن البنزين 11.66 درهم، وذلك من الفاتح حتى 16 يناير 2024, وهذا بناء على ثمن متوسط في السوق الدولية لسعر طن الغازوال بزهاء 786 دولار وثمن البنزين بزهاء 735 دولار للطن، ومع احتساب المصاريف والأرباح التي كانت محددة للموزعين، لكن الأسعار التي تشهرها محطات الوقود لا تقل عن 13.30 للغازوال و 14.50 للبنزين ،مما يعطي ارتفاعا صاروخيا في أرباح الموزعين بأكثر من 3 مرات مما كان عليه الأمر قبل التحرير.