أخيرا أنهت الجهات المعنية الزوبعة التي غرقت فيها وزارة الشباب والثقافة والتواصل ومصالح ولاية جهة فاس، بعدما أقدمت برلمانية مستغلة انتمائها لنفس حزب الوزير “البامي” مهدي بنسعيد، بالاستيلاء على مركز لتكوين الشباب يوجد بمنطقة الفجالين في المدينة القديمة لفاس وبمحاذاة للقصر الملكي بحي البطحاء التاريخي، وتحويله إلى مقر لأنشطة البرلمانية.
و استنادا للمعلومات التي حصلت عليها “الميادين نيوز” من مصادرها، فإن أوامر عليا صدرت مؤخرا لإخراج البرلمانية و جمعيتها من مركز تكوين الشباب”الفجالين”التابع لقطاع الشباب بوزارة بنسعيد، غير أن البرلمانية ظلت تماطل، قبل أن تجبر على مغادرتها للمركز ضمن عملية افراغ لجمعيتها و ممتلكاتها جرت أطوارها أول أمس السبت الـ6 من شهر أبريل الجاري.
و زادت نفس المصادر، بأن البرلمانية أحضرت شاحنة من الحجم الكبير، و قامت بإخراج التجهيزات التي سبق لها بأن أثثت بها مركز تكوين الشباب “الفجالين” عقب استلائها عليه، ظنا من البرلمانية بأنها باتت تملك حق الإقامة بهذا المركز وتحويله إلى مقر لأنشطة جمعيتها.
هذا وهمت التجهيزات التي جرى إخراجها من مقر مركز تكوين الشباب “الفجالين” و شحنها على متن الشاحنة التي استعانت بها البرلمانية لنقل “أمتعتها” التي سبق لها بأن وضعتها ضمن عملية تجهيزها للمركز بعدما استولت عليه، (همت) كمية من الأغطية و المَصَادِغ و الأَسِرة المخصصة لغرف النوم بنفس المركز، إضافة لتجهيزات المطبخ و أثاث صالون الاستقبال و مكاتب و كراسي وغيرها من التجهيزات الأخرى، و التي جرى إدخالها في سرية تامة بموازاة مع وضع البرلمانية و أطر جمعيتها لأيديهم على مركز قطاع الشباب بالبطحاء في فاس القديمة.
من جهتها كشفت مصادر متطابقة، بأن تقارير جهات رسمية بقطبها في مصالح ولاية جهة فاس، عجلت بانهاء احتلال البرلمانية من “البام” لمركز تكوين الشباب”الفجالين”، والذي أحرج وزارة الشباب والثقافة والتواصل، ووزيرها من نفس حزب البرلمانية، والذي لم يجد بدا من الموافقة على “طرد” جمعية برلمانية حزبه من هذا المركز.
وكان مركز تكوين و تأهيل قدرات الشباب “الفجالين” بالبطحاء في قلب المدينة العتيقة لفاس، قد تحول إلى تحفة معمارية عقب حلوله مكان نادي العمل الاجتماعي لحماية الطفولة من نزلاء الإصلاحية والذي جرى نقله إلى مركز عبد العزيز بن ادريس بحي الصباطي في مقاطعة سايس، حيث صرفت الوزارة الوصية بتنسيق مع عدد من المتدخلين على مركز الشباب “بالفجالين” ضمن أشغال التأهيل و الترميم، ما يزيد عن 3 ملايين درهما، قبل أن تفاجأ جمعيات المجتمع المدني باستيلاء البرلمانية من حزب الأصالة والمعاصرة عليه، مستغلة انتمائها لنفس حزب وزير الشباب والثقافة والتواصل، مهدي بنسعيد، وكذا وزير العدل عبد اللطيف وهبي والذي تحوم حوله شكوك و أخبار تحدثت عن وقوفه المفترض وراء تمكين البرلمانية “البامية” من دخول المركز عقب زيارة رسمية لفاس شهر فبراير الماضي.
إفراغ البرلمانية من مركز تكوين الشباب “الفجالين”بمحاذاة القصر الملكي بالبطحاء، بأوامر عليا بعد استيلائها عليه بغرض تحويله إلى مقر لأنشطة جمعيتها، و في مقابل الارتياح الذي خلفه هذا الافراغ وإعادة المركز إلى حالته لدى المتتبعين بفاس و جمعياتها المدنية ومسؤوليها، فإنه بات يساءل مصالح والي جهة فاس و نظيرتها بمصالح وزارة بنسعيد، مما يتطلب فتح تحقيق لكشف ملابسات حصول البرلمانية على مفاتيح المركز و دخولها إليه و تجهيزه في غياب أي سند قانوني لاستغلاله، حيث أظهرت أولى الأبحاث الإدارية المنجزة بأن جمعية البرلمانية لا تتوفر على أي اتفاقية شراكة أو أي اجراء قانوني يسمح لها بوضع اليد على مركز تكوين الشباب التابع لوزارة بنسعيد.
يذكر أن عملية افراغ البرلمانية من مركز تكوين الشباب “الفجالين”بالبطحاء في فاس المدينة القديمة، جاء بعد أيام قليلة عن الزلزال الحقيقي الذي عاشه أوساط السياسيين وعموم المتابعين والمهتمين بمدينة فاس في الـ 28 من شهر مارس الأخير، عقب الانتشار الواسع على مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي، لتسجيلين صوتيين منسوبين للبرلمانية من حزب الأصالة والمعاصرة بنفس المدينة، حيث تضمنا التسجلين سبا بكلام نابي في حق رئيس إحدى المقاطعات بفاس، وسط حديث عن وكر للدعارة وأشاء أخرى، فيما ذكر في نفس الشريطين اسم والي فاس سعيد ازنيبر والذي قالت عنه البرلمانية في “الأوديوهات” المنسوبة إليها، بأنها عرضت المسؤول السياسي للسب و القذف في اجتماع حضره الوالي، حيث ما تزال تداعيات فضيحة الأشرطة الصوتية، تنتظر تحركا من وزارة الداخلية لتحديد المسؤوليات و ترتيب الجزاءات، تقول مصادر”الميادين نيوز”.
تحذير : جميع حقوق النشر محفوظة “للميادين نيوز”