بعد مسار حقوقي ومهني حافل، ترجل عن صهوة الحياة هذا اليوم الجمعة، المحامي بهيئة الدار البيضاء عبد اللطيف الحاتمي، عن عمر يزيد عن 81 سنة، حيث جرت بعد ظهر نفس اليوم مراسيم دفنه.
ووفق المعطيات التي حصلت عليها”الميادين”، فإن المرحوم الحاتمي، كان يعاني من وضعية صحية وصفتها مصادرنا “بالصعبة”، حيث كان يتهيأ للسفر إلى ألمانيا بغرض العلاج، غير أن أجل مساره الحياتي لم يمهله حتى هذه الرحلة العلاجية، فأسلم الروح لبارئها صباح هذا اليوم بمدينة الدار البيضاء.
هذا وشغل عبد اللطيف الحاتمي قيد حياته، عدة مناصب حقوقية، منها منصب رئيس الجمعية المغربية للدفاع عن استقلال القضاء، وعضو في الهيئة العليا للحوار حول إصلاح منظومة العدالة.
واشتهر الحاتمي في بمؤازرته لعدد من القادة السياسيين والمعتقلين الإسلاميين، من بينهم مرشد جماعة العدل والإحسان، عبد السلام ياسين، فيما ظل خلال السنوات الأخيرة من حياته يرافع في ملف الأستاذ الجامعي والقيادي بحزب العدالة والتنمية، عبد العلي حامي الدين ضمن الملف المشهور للطالب اليساري بنعيسى آيت الجيد.

وحضر المحامي عبد اللطيف الحاتمي آخر جلسة من مؤازرته لحامي الدين ضمن الجولة الابتدائية من محاكمته أمام غرفة الجنايات الإبتدائية لدى محكمة الاستئناف بفاس، والتي جرت أطوارها في الـ11 من شهر يوليوز 2023، حيث اعلن خلالها نفس المحامي المتوفي هذا اليوم الجمعة، بأن مرافعته في ملف “حامي الدين وبنعيسى آيت الجيد”ستكون الأخيرة، مشددا على آنذاك على أن “سنة الحياة أوجدت نهاية حتمية لكل كائن حي”، وفق ما قاله قيد حياته وهو يرد على دعوات زملائه حينها له بطول العمر والصحة، لكن يد الموت أبت إلا أن تنصف الرجل و تحفظ له ما سبق له وأن أعلنه قبل أزيد من سنة من الآن، فتتحقق رؤياه ويترجل من صهوة الحياة على بعد أشهر قليلة عن التئام جلسة محاكمة مؤازره حامي الدين في الـ25 من شهر نونبر المقبل.
يذكر أن وفاة المحامي عبد اللطيف الحاتمي، يكون الثالث ضمن لائحة المتوفين ضمن ملف “حامي الدين و بنعيسى آيت الجيد”، حيث سبقته وفاة المحامي قيد حياته جواد بنجلون التويمي، منسق دفاع عائلة آيت الجيد، إذ وافته المنية في 25 نونبر 2019، لحق به الطيب لزرق محامي بهيئة الرباط والذي أسلم الروح لبارئها في 25 يناير 2021 ، وبهذا يكون الأستاذ الجامعي والقيادي”بالبيجدي” عبد العلي حامي الدين قد خسر حتى الآن اثنين من أعمدة دفاعه، حيث كان منتظرا بأن يحضر المحامي عبد اللطيف الحاتمي في ثاني جلسة من محاكمة حامي الدين ضمن الجولة الاستئنافية بجنايات فاس والتي ستلتئم في الـ25 من شهر نونبر 2024، وذلك بعدما جرت إدانته ابتدائيا بثلاث سنوات سجنا نافذا، وذلك بعد إعادة تكييف المتابعة التي أصدرها قاضي التحقيق محمد الطويلب بالغرفة الأولى من جناية “المساهمة في القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد”في حق الطالب اليساري محمد آيت الجيد، إلى جناية”الضرب والجرح المفضي للموت بدون نية إحداثه”.
