@ــــــــــــ تقارير ـــــــــــــــ@
اكتشاف احتياطي نفطي يقدر بملياري برميل بضواحي مدينة إنزكان التابعة لولاية أكادير، هذا ما أعلنت عنه الشركة البريطانية (Europa Oil & Gas) المتخصصة في التنقيب عن النفط والغاز.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة البريطانية العملاقة سيمون أودي في بلاغ صحفي أصدرته الشركة وعممته على نطاق واسع هذا الأسبوع، “يسعدنا أن نعلن عن إطلاق مبادرة” Farmout “ الخاصة برخصة موقع إنزكان البحري ضواحي سواحل مدينة أكادير، مشددا على أن هذا الموقع يمثل فرصة استكشاف عالية التأثير لشركة Europa التي سجلت موقع إنزكان ضمن استراتيجية الشركة المتمثلة في إنشاء محفظة متوازنة من الأصول التكميلية في مجال الاستكشافات البترولية”.
وزاد الرئيس التنفيذي للشركة البريطانية، أن “العمل المنجز بموقع إنزكان الاستكشافي عن النفط ركز حتى الآن على أفضل خمسة آفاق مصنفة، حيث تتوفر لكل منها موارد تتجاوز 200 مليون برميل نفطي بحسب تقديرات الشركة البريطانية، أي بمتوسط إجمالي للموارد يزيد عن ملياري برميل”.
وأكد ذات المسؤول، أن هذه الأرقام تعتبر إيجابية للغاية للشركة، التي تأمل بحسب مديرها التنفيذي الاستمرار في استكشاف المنحى الإيجابي للتوقعات على الأرض على طول هذا الاتجاه الجيولوجي الغزير بموقع إنزكان المحسوب على سواحل مدينة أكادير ، حيث التزمت الشركة في شخص مديرها سيمون أودي، بتقديم المعطيات كاملة في حينها أولا بأول.
المغرب وسيناريوهات الاكتشافات النفطية
أعاد إلى الواجهة إعلان شركة “أوروبا أويل آند غاز” عن اكتشاف احتياطي وصف بالضخم بسواحل أكادير يتجاوز ملياري برميل في حقل ”إنزكان أوفشوور” ، الحديث المتكرر عن الاكتشافات البترولية بالمغرب، حيث جاء في البيان الاخباري للشركة أنها حفرت عشرة آبار في المياه البحرية، لكن لازالت أغلب المنطقة البحرية غير مكتشفة كما أورد البلاغ.
من جهته قال المكتب الوطني للهيدروكاربورات و المعادن في بلاغ صحفي ، أن العمليات ستتواصل في الحقل، لأجل فهم دقيق ” للنظام البترولي’’ داخل موقع إنزكان البحري ضواحي سواحل مدينة أكادير، حيث حرصت أمينة بنخضرة المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، على تضمين بلاغ مكتبها تحفظاته على المعلومات التي أعلنت عنها الشركة البريطانية العملاقة بخصوص اكتشافاتها بموقع إنزكان النفطي، مشددة على أن كل المعطيات تبقى أولية في سياقها التوقعي.
وجاء إعلان الشركة البريطانية العملاقة بخصوص الاحتياطي المهم بآبار موقع انزكان البترولي، في انتظار تأكيدات مكتب امينة بن خضرة، بعدما حصلت الشركة البريطانية على تصريح “إنزكان” بمساحة 11228 كيلومترًا مربعًا في نونبر سنة 2019 وتديره بفائدة 75 في المائة، بينما يسيطر المكتب الوطني للهيدروكربورات والمعادن (ONHYM) المملوك للدولة على النسبة المتبقية البالغة 25 في المائة.
ويغطي التصريح قسمًا من حوض أكادير البحري في المياه التي يقل عمقها عن 2000 متر في الغالب، وجمعت الشركة البريطانية 6200 كيلومتر مربع من البيانات السيزمية ثلاثية الأبعاد هناك، وصنفت ألفا، وتشارلي، وفالكون، وتورتل، وساندبيبر كأفضل آفاق للتصريح.
الملك محمد السادس أثناء تفقده بئر تالسينت
بترول تالسينت..الكذبة الأمريكية التي صدقها المغاربة
في سنة 2000 اهتز المغرب لخبر اكتشاف آبار بترولية بكميات هائلة بمنطقة تالسيت بالجنوب الشرقي، حيث كانت الشركة الامريكية المغربية ”Lone Star Energy” التي جرى ادمجت فيها الشركة الأمريكية القادمة من التيكساس الأمريكي، “سكيد مور”، قد باشرت عمليات التنقيب بمنطقة تالسينت همت أزيد من 11 بئرا حملت اسم ابلقاسم 1 و2 و3 حتى 11 وذالك تيمنا بوالي صالح مشهور بالمنطقة، قبل أن تعلن الشركة المغربية الامريكية عن احتياطي مهم من البترول صيف سنة 2000.
الخبر السار ورد حينها في صلب الخطاب الملكي لثورة الملك و الشعب في 20 غشت 2020، حين بشر الملك المغاربة بهذا الاكتشاف المهم ، غير أنه سرعان ما تبين أن ” تالنسيت ” وهم كبير، لتنتهي القضية أمام أروقة المحاكم المغربية وبعدها الأمريكية، حيث طالب المغرب بتعويض مالي في مواجهة رجل الأعمال الأمريكي ”جون بول ديجوريا”صاحب شركة “سكيد-مور” الأمريكية، وصلت إلى 122.9 مليون دولار أمريكي.
جون بول ديجوريا رجال الأعمال الأمريكي الذي ورط المغرب في بترول تالسينت
صاحب كذبة اكتشاف البترول في تالسينت” سينجو من العقاب ومن التعويضات التي واجهه بها القضاء المغربي، حيث أصدرت محكمة أمريكية قرارا يقضي بتأييد حكم قضائي سابق لمحكمة تكساس ببراءته من المنسوب له، وهكذا انتصر القضاء المريكي لمواطنه وقضى بعدم الاعتراف بالحكم القضائي الصادر عن محاكم الرباط في حق جون بول ديجوريا، رجل الأعمال الذي كان وراء توريط المغرب في إعلان اكتشافات نفطية كبيرة في منطقة تالسينت عام 1999، وهو ما يخشاه المتتبعون حتى لا تتكرر كذبة بترول تالسينت بمنطقة إنزكان ضواحي مدينة أكادير مع الشركة البريطانية العملاقة.
حقول“تندرارة” … أمل المغرب في الغاز
لعل من بين الاكتشافات الأخيرة بالمغرب و التي يعول عليها كثيرا على مستوى الغاز الطبيعي تلك التي قامت بها شركة “سوند إينرجي” ، حول حقول ”تندرارة”التي بدأت فيها عمليات التنقيب بداية سنة 2016، ليعلن سنة 2018 عن اكتشافات مهمة في هذا الحقل قدرت بحوالي 5 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي.
وتواصل الشركة الحالية أعمالها لأجل الوصول إلى احتياطات مهمة، وسط حديث عن بدء عمليات تسويق غاز تندرارة فازت به شركة”أفريقيا غاز”فرع مجموعة “أكوا”، التي وقعت مؤخرا مع شركة”ساوند اينرجي” البريطانية، اتفاقا تسوق بموجبه شركة افريقيا الغاز الطبيعي المسال المستخرج من حقول الاستكشاف بتندرارة.
وبحسب المعطيات التي كشفت عنها الشركة البريطانية، فإن عقد يمتد على عشر سنوات، ويصل الحد الأدنى للكميات التي يتوقع تسويقها وبيعها إلى 100 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال سنويا.
30 مليار درهم حجم الاستثمارات في مجال التنقيب مند سنة 2000
يبلغ حجم الاستثمارات في مجال التنقيب بحسب ما كان قد كشف عنه سابقا وزير الطاقة والمعادن والبيئة عزيز رباح، حوالي 30 مليار درهم منذ سنة 2000، تتوزع بين 26مليار درهم في البحث و التنقيب، ومجموعة من الاستثمارات الأخرى خاصة بمنطقة ” تندرارة” حيث بلغ حجم الاستثمارات 3 مليار درهم.
الشركات الدولية والعالمية التي نالت امتياز الظفر برخص البحث والتنقيب عن مصادر الطاقة بالمغرب، اعترفت جميعها بالامتيازات الكبرى والمهمة التي يوفرها المغرب لهذه الشركات، على رأسها الشروط المالية والضرائب المنخفضة، مما حفز عددا من الشركات على الاستثمار في مجال البحث والتنقيب بالمغرب، منها الشركة البريطانية (Europa Oil & Gas) و(ENI)و(Hunt )و(Genel)و ( (ConocoPhillips
و (NYSE: COP).
هل يدخل المغرب نادي الدول البترولية؟
مع الاكتشاف الأخير في سواحل أكادير، عادت نفس المخاوف من كذبة ثانية وثالثة ورابعة، وذالك في مقابل نفس السؤال الذي يطرح نفسه وهو يحمل كثيرا من التمنيات عن إمكانية بلوغ المغرب مصاف الدول المصدرة للنفط و الغاز ، حيث يغطي حجم الواردات المغرب من المحروقات و المشتقات النفطية النسبة الكبرى من حجم الواردات ما يثقل الميزانية ومعها الميزان التجاري ، مما يفسر الطموح المغربي و حجم الاستثمارات الكبرى لإيجاد مواد نفطية و غازية قارة.
(جميع الحقوق محفوظة لـ”الميادين نيوز”)