بموازاة مع ما سبق و أن كشفت عنه “الميادين”بعددها ليوم الجمعة الأخير من الأسبوع الجاري، بخصوص لعبة”القط و الفأر” والتي يمارسها عدد من مالكي المقاهي و المطاعم في تعاطيهم مع حملة سلطات فاس لتحرير الملك العمومي من المتراميين عليه بمختلف مقاطعات المدينة الستة : أكدال، فاس المدينة، سايس، جنان الورد، المرينيين و بنسودة، (بموازاة ذلك) يواصل عدد من المخالفين استغلالهم ضدا على القانون للأرصفة و الساحات العمومية المحاذية لمحلاتهم، فيما قام مؤخرا بعض من هؤلاء بإعادة احتلالاهم للملك العام بعدما تظاهروا بإنهائه أمام أعين السلطة.
وفي هذا السياق، علمت”الميادين”بأن مالكو المقهى والمطعم الفاخرين، “كافالي” الكائن بشارع “با حنيني”، قاموا عن طريق عمالهم بنفس المقهى، ليلة نهاية الأسبوع الجاري،”السبت- الأحد”، بإعادة مظاهر احتلالهم للملك العام المتصل بمحلهم التجاري، بعدما سبق لهم بإزالتها جزئيا خلال وصول حملة السلطات إلى هذه المنطقة التي يوجد بها المقهى المخالف.

هذا و مكنت عملية إعادة احتلال الملك العمومي، مقهى”كافالي” من تثبيت سيطرته على مساحة مهمة من الرصيف و الساحة العمومية المحاذية له، همت وفق ما عاينته”الميادين”، حوالي 90 مترا مربعا مقسمة على واجهتين قام مالكوا نفس المقهى بضمها لمساحة محلهم التجاري الضيق، علاوة عن احتفاظ المقهى على الواقي الضخم والذي حولوه إلى سقف كبير يغطي مساحة الملك الجماعي المترامي عليه.
ظهور مقهى”كافالي” ومقاهي و مطاعم أخرى، في صورة “المتمردين” على حملة سلطات فاس لتحرير الملك العمومي، سيتسبب بحسب المتتبعين و الملاحظين في حالة من الفوضى قد يصعب على سلطات مصالح الوالي الجديد، عامل عمالة فاس، معاذ الجامعي، التعاطي معها، حيث أنه ليس من باب الأخلاق الإدارية و القانونية، السماح لحالات الاستثناء في الترامي على الملك العام الجماعي و تغيير معالمه، على مرأى ومسمع من السلطات المختصة، حيث باتت حالة الفوضى المنسوبة لمقهى “كافالي” بفاس تسائل باشا المنطقة الحضرية لأكدال و زميلته قائدة الملحقة الإدارية بالأدارسة، خصوصا أن مقهى”ماجوريل”، والذي يبعد بمساحة قصيرة عن مقهى “كافلي” المواصل لعملية احتلال الملك العام، قام مالكو نفس المقهى”ماجوريل” يوم أمس السبت، بأنهاء تراميه على الرصيف، حيث عاد إلى خط التصفيف مع البنايات الملتصقة بالمقهى و الممتدة على طول هذه الضفة من شارع “با حنيني”.

على نفس خطى مقهى “كافالي” بشارع “با احنيني” بنفوذ تراب مقاطعة أكدال، اختار عدد من أرباب المقاهي والمطاعم “لعبة القط و الفأر” مع السلطات المحلية، حيث يواصلون احتلالهم للملك العمومي “على عينك يا بنعدي”، وأمثلتهم كثيرة ستخصص لحالاتهم “الميادين” تحقيقا صحفيا لاحقا، و من بين هؤلاء صاحب مقهى فاخر، يصر على ادارة ظهره لحملة السلطات المعنية بتحرير الملك العمومي، إنه قهى “كارلطون” الواقع بشارع علال بنعبد الله، حيث قام هذا المقهى بإغلاق ممر عمومي و تحويله إلى صالة مغلقة تستغلها نفس المقهى كشرفة زجاجية لفائدة زبائنها بعدما صرفت عليها الجماعة أموالا لتزيينها.

فهل ستتحرك السلطات المعنية لإنهاء “لعبة القط و الفأر”مع المتراميين على الملك العمومي؟ مع ما يتطلب ذلك من إظهار لنفس الصرامة التي تعاملت بها السلطات بالأحياء الشعبية و محيطها وصولا إلى مناطق أخرى بفاس المدينة الجديدة، حيث استعملت “المعاول”لهدم الأجزاء المحتلة للملك الجماعي العام والتي تورطت فيها عدد من المقاهي و المطاعم و المتاجر و البنايات الخاصة، فيما أبدت نفس السلطات نوعا من التراخي و التساهل مع مقاهي و مطاعم فاخرة و أخرى مملوكة لمنتحلي النفوذ،بعدما مكنتها من”امتياز” تكفل المالكين بإنهاء تراميهم على الملك العام، غير أن هذه “الامتياز”، تحول مع الوقت وفق ما عاينته “الميادين” في جولاتهم الميدانية، إلى “تمرد” على السلطات مما مكن المحتلين من إعادة تثبيت استغلالهم للأرصفة و الساحات العمومية المحاذية لمحلاتهم التجارية و الخدماتية، وذلك ضمن منعطف خطير يؤشر على فشل محدودية و فشل حملة سلطات فاس لتحرير الملك العام، والتي اطلقتها منذ منتصف شهر نونبر الماضي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(( يتبع …