بعد مقال “الميادين”المنشور بعدد الأحد الماضي تحت عنوان” المقاهي والمطاعم تعود بقوة” لاحتلال”الأرصفة.. والمشهد من مطعم عاصمة الدجاج بأكدال بفاس”، تفاعلت السلطات مع الموضوع، حيث أقدمت على انهاء احتلال هذا المطعم للرصيف بمحاذاة ساحة”صوفيا”في شارع الحسن الثاني، وذلك بعدما قام مالكو المطعم المخالف، نهاية الأسبوع الأخير، بتثبيت حواجز إسمنتية على الرصيف الضيق بواجهته الأمامية، وتحويله إلى شرفة مغلقة لاستقبال الزبناء.
وفي مقابل تحرك السلطات لإنهاء احتلال مطعم”عاصمة الدجاج” للرصيف بشارع الحسن الثاني ، تواصل عدد من المطاعم والمقاهي والمحلات التجارية والأكشاك بالنفوذ الترابي لمقاطعة أكدال، تراميها على الملك العام الجماعي، وتحويله إلى ملك خاص، حيث يستغل المخالفون تراخي السلطات المحلية بمدينة فاس بقطبها في مصالح ولاية الجهة وعمالة الحاضرة الإدريسية، وكذا تواطؤ بعض المسؤولين معهم، لإعادة مظاهر الفوضى للملك العام والحيلولة دون تنظيمه، خدمة لمصالح المحتلين للأرصفة والفضاءات العمومية، القائمة على توسيع محلاتهم التجارية على حساب الملك الجماعي العمومي.
والخطير في الأمر، وفق ما عاينته “الميادين”، فإن العودة القوية لاحتلال الملك العمومي، تكاد تكون عامة بمختلف مقاطعات فاس الستة، حيث لم تعد تقتصر على الأحياء البعيدة عن العيون أو تلك القريبة من مقرات السلطات ولجان المراقبة، آخر هذه المشاهد ما تعرفه مقاطعة أكدال القلب النابض لمدينة فاس وواجهتها الرئيسية،من تكرار حالة التعدي على الملك الجماعي العام، أمام تراخي غير مفهوم من قبل السلطات المعنية، في تعاطيها مع لائحة المقاهي والمطاعم والمتاجر والأكشاك التي تواصل احتلالها للملك العمومي، واللآخذة في الاتساع بشكل لافت، وهو ما قد يعيد للصفر حملة الوالي الجامعي “لتحرير”الملك العام،والتي أطلقها منذ نهاية العام الماضي 2024، والتي وضعت على رأس أهدافها، تحسين صورة الحاضرة الإدريسية استعدادا لكأسي إفريقيا والمونديال.