بموازاة مع حرب”الإبادة” في حق الشعب الفلسطيني، والتي ينفذها الجيش الإسرائيلي في حربه على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، ردت الويات المتحدة الأمريكية كما كان منتظرا بقوة على الحدث التاريخي الذي تطلع إليه الفلسطينيون و معهم المجموعة العربية في مجلس الأمم المتحدة، و المتعلق بقبول دولة فلسطين كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة.
و إلى ذلك، نجحت الولايات المتحدة، ليلة الخميس–الجمعة الأخيرة في إفشال تبني مجلس الأمن الدولي في نيويورك لمشروع قرار جزائري نيابة عن المجموعة العربية بنفس المجلس، و الذي يوصي بقبول فلسطين كدولة ذات عضوية كاملة في الأمم المتحدة، حيث فشلت المجموعة العربية في الحصول على تسعة أصوات يحتاجه أي مشروع قرار بشرط تفادي استخدام أي من الدول دائمة العضوية، وهي: فرنسا الصين الولايات المتحدة المملكة المتحدة وروسيا.
وصوت لصالح مشروع القرار الذي تقدمت به المجموعة العربية، 12 عضواً من بين أعضاء المجلس الـ15، حيث كان لا فتا تصويت فرنسا لصالح مشروع قرار حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة بمجلس الأمن الدولي، فيما امتنعت عن التصويت بريطانيا وسويسرا، وعارضت الولايات المتحدة الأمريكية طلب المجموعة العربية، بإشهارها “للفيتو”.
من جهتها أدانت الرئاسة الفلسطينية وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية، استخدام الفيتو الأميركي، ووصفته بأنه “غير نزيه وغير أخلاقي وغير مبرر، ويتحدى إرادة المجتمع الدولي الذي يؤيد بقوة حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة”،
واعتبرت الرئاسة الفلسطينية أن “هذه السياسة الأمريكية العدوانية تجاه فلسطين وشعبها وحقوقها المشروعة تمثل عدواناً صارخاً على القانون الدولي، وتشجّع استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية ضد شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، وتزيد في دفع المنطقة إلى شفا الهاوية”، مشددة على أن الفيتو الأميركي “يكشف تناقضات السياسة الأمريكية التي تدّعي من جانب أنها تدعم حل الدولتين، فيما هي تمنع المؤسسة الدولية من تنفيذ هذا الحل عبر استخدامها المتكرر للفيتو في مجلس الأمن ضد فلسطين وحقوقها المشروعة”.
أما سلطات تل أبيب، فقد استقبلت الفيتو الأمريكي بارتياح كبير، حيث أشاد وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، برفض واشطن لما وصفه بـ”الاقتراح المخزي” في مجلس الأمن الدولي، والذي تقدمت به المجموعة العربية عن طريق الجزائر.
وكانت فلسطين قد تقدمت بالطلب لأول مرة رسمياً عام 2011، من طريق رسالة بعثها الرئيس الفلسطيني محمود عباس آنذاك للأمين العام للأمم المتحدة، الذي حوله بدوره لمجلس الأمن، إلا أن مجلس الأمن، منذ ذلك الحين، لم ينظر في الطلب رسمياً بسبب ضغوط أمريكية، إلى أن فُعِّل الطلب أخيراً.
وتقدمت فلسطين في العام الذي تلاه، عام 2012، بطلب عضوية كدولة مراقبة، وحصلت على تأييد ثلثي الدول في الجمعية العامة. كذلك هناك أكثر من 140 دولة تعترف بدولة فلسطين، على الرغم من أنها ليست عضواً كاملاً في الأمم المتحدة، لكنها دولة مراقبة. وانضمت فلسطين منذ ذلك الحين إلى قرابة 100 اتفاقية ومعاهدة دولية.
و تزامن عرض طلب المجموعة العربية المطالبة بقبول دولة فلسطين كدولة ذات عضوية كاملة في مجلس الأمم المتحدة، مع الجدل السائد بنفس المجلس بخصوص الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران على إسرائيل ليلة السبت- الأحد الماضية ردا على هجوم إسرائيلي على سفارة إيران بدمشق السورية، حيث كل من أمريكا وفرنسا وبريطانيا لفرض عقوبات جديدة على إيرن بسبب هجومها على إسرائيل، فيما أعلن مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بأن الاتحاد يساند هو الآخر توسيع دائرة عقوباته المفروضة على إيران.