أسفرت حرائق الغابات المتواصلة، التي اندلعت منذ أمس الاثنين بمناطق عدة في الجزائر عن مصرع 5 أشخاص في ولاية”تيزي وز”بشرق العاصمة الجزائر، حيث حاصرتهم النيران في قراهم الجبلية الواقعة وسط الغابات، بحسب ما أعلنت عنه مصالح الوقاية المدنية وإدارة المياه والغابات بولاية تيزي وزو.
وكشفت المصادر ذاتها، أن فرق الحماية المدنية تمكنت من إخماد 31 حريقا في 14 ولاية في شمال شرق الجزائر، 10 منها في تيزي وزو، وهي واحدة من أكثر المدن تعدادا للسكان في منطقة القبائل، فيما اندلعت حرائق أخرى في جيجل بالشرق الجزائري والبويرة وسطيف وخنشلة وقالمة وبجاية.
وعلاوة على عدد القتلى الخمسة الذين خلفتهم الحرائق، تسببت النيران التي تنتشر بسرعة كبيرة، في تحويل عدة منازل على رماد بحكم مجاورتها لغابات بلدات «بني يني» و «ياكوران» و «عزازقة »و «أفييجا»، فيما حاصرت النيران سكان المنطقة الفارين من اللهيب، قبل أن تتدخل فرق الوقاية المدنية لإجلائهم بعيدا عن الخطر،حسب ما أكده للإذاعة الوطنية الجزائرية وكذا ما تناقلته الصور المباشرة التي بثها سكان في تيزي وزو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر الحرائق وهي تقترب من بيوتهم بعدما التهمت مساحات كبيرة من حقول الزيتون المجاورة.
وويعيش الشمال الشرقي للجزائر حالة استنفار كبيرة، لمواجهة كثافة الحرائق، وفداحة الخسائر المادية والبشرية، توازيها خسائر في المواشي وخلايا النحل، وأشجار الزيتون، مما عجل بتدعيم الوسائل المحلية بإمدادات مادية وبشرية من باقي الولايات المجاورة، كما تمت الاستعانة بمروحيتين من المجموعة الجوية للحماية المدنية، وشاحنات مصهرجة، خاصة وأن الحريق تزامن مع أزمة المياه التي تعاني منها الجزائر في الآونة الأخيرة.
وجاء في تصريح لمحمد ولد يوسف، مسؤول محافظة الغابات بالولاية، بأنه تم السيطرة على اثني عشرة حريقا تم إخمادها تدريجيا، ونظرا لعدم التوفر على الإمكانيات اللازمة لإخماد كافة الحرائق، تم إعطاء الأولوية للحرائق التي تشكل خطورة على المواطنين نظرا، فيما يبقى إطفاء الأخرى رهينا بالتدخلات الجوية.
وحسب ما صرح به نفس المسؤول، فإنه من المحتمل أن تكون هذه الحرائق المتزامنة في أزيد من 31 موقعا، وراءه فعل إجرامي مدبر، مضيفا بأن التحقيقات التي فتحت من قبل السلطات القضائية الجزائرية المختصة ستكشف عن الأسباب الحقيقية وراء اندلاع هذه الحرائق.
يذكر أن الجزائر رغم شساعة مساحتها تتوفر فقط على 4,1 ملايين هكتار من الغابات، فيما تشكو من نسبة إعادة تشجير متدنية بلغت 1,76%. ، وتعرف البلاد حرائق غابات سنويا، وقد أتت النيران عام 2020 على حوالى 44 ألف هكتار.