في غياب عمليات التواصل من طرف النيابة العامة بمحاكم فاس وخصوصا في القضايا التي تكتسي طابع الرأي العام المحلي أو الوطني بالنظر لوجود شخصيات عمومية كما دأبت على ذلك النيابات العامة في عدد من المحاكم تتقدمها الرباط والدار البيضاء، تتناسل على نطاق واسع”الروايات”في عمليات مد وجزر، وهو ما يزيد من الصعاب أمام الصحافة في تعاطيها مع مثل هذه الملفات كما حدث في ضجة”فتيات كيكو”وملفات أخرى مشابهة،آخرها ملف كاتب مجلس جهة”فاس-مكناس”،وهو المستثمر المشهور في قطاع الخدمات والنقل السياحي.
فبعد قرار الغرفة الجنحية لدى محكمة الاستئناف بفاس والتي ألغت مؤخرا قرار قاضي التحقيق بأحد غرف المحكمة الابتدائية، وقعت تطورات مثيرة ومتسارعة في مسار هذه القضية والتي جرى فتحها أمام القضاء بناء على الأبحاث والتحقيقات المنجزة قبل شهور من الآن في الملف الأصلي الذي كان يتزعمه شخص يتحدر من منطقة الريف ويملك مقهى فاخر بوسط مدينة فاس”EIGHT POOL FES”،حيث أدين بسبع سنوات نافذة بتهمة”تسهيل استعمال المخدرات والاتجار فيها دوليا”، فيما يواجه نفس المتهم المدان شبهة”تبييض الأموال المتحصل عليها من تجارة المخدرات”.
وفي هذا السياق أمرت الغرفة الجنحية لدى استئنافية فاس، بالقبض على كاتب مجلس جهة فاس بصفته مستثمرا معية عميد شرطة بالإدارة الجهوية لمراقبة التراب الوطني المعروفة اختصارا بـ”الديستي”، إذ يخضع المشتبه فيهما لأبحاث وتحقيقات قضائية تخص شبهة “المشاركة في تسهيل استعمال المخدرات والاتجار فيها دوليا”، تجري أطوارها أمام الغرفة الثانية لقاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية فاس، والذي سيواصل النظر في الملف خلال جلسة الـ19 من شهر ماي الجاري، طرفاه كاتب مجلس جهة فاس، التجمعي يوسف مراد وهو مستثمر في القطاع السياحي والخدمات يوجد حاليا بالتراب الفرنسي، والثاني عميد شرطة في “الديستي”يشتغل حاليا بطنجة عقب عمله في فاس، يونس وحيد ما يزال حرا طليقا منذ تاريخ إصدار قرار قضائي لتوقيفه وإيداعه السجن وفق المعطيات التي حصلت عليها”الميادين”.
هل فر كاتب المجلس إلى إسبانيا؟
استنادا للمعلومات التي حصلت عليها”الميادين”من عائلة كاتب مجلس جهة فاس، التجمعي يوسف مراد وهو مستثمر في القطاع السياحي والخدمات، فإنه سافر بشكل عادي عبر مركز باب سبتة المحتلة وذلك بتاريخ 22 أبريل الماضي كما هو مثبت في جواز سفره المغربي، متوجها إلى إسبانيا لاستلام وثائق الإقامة هناك، بعدما سبق له بأن وضع بخصوصها طلبا لتجديدها لدى السلطات الاسبانية، كما أن هذا السفر جرت برمجته من قبل لاعتبارات صحية أيضا، وفق رواية العائلة.

وأضافت ذات المصادر العائلية، بأن يوسف مراد وخلال تواجده في إسبانيا، تم إخباره بقرار الغرفة الجنحية لدى محكمة الاستئناف بفاس، والتي قضت في نفس تاريخ سفره ومغادرته للمغرب، بإلغاء خضوعه للتحقيق في حالة سراح، حيث كان قاضي التحقيق لدى إحدى غرف المحكمة الابتدائية بفاس، إذ قرر اخضاع الكوميسير المشتبه فيه للمراقبة القضائية وسحب جواز سفره، فيما استفاد يوسف مراد بعد الاستماع إليه ابتدائيا من تدبير فتح الحدود في حقه عقب إغلاقها في وجهه من قبل النيابة العامة خلال الأبحاث التمهيدية التي باشرتها عناصر الفرقة الجهوية للشرطة القضائية بفاس.

وأوضحت العائلة بأن خبر التوقيف والإيداع في السجن، تسبب في تدهور صحي حاد لدى كاتب مجلس جهة فاس، التجمعي يوسف مراد وهو مستثمر في القطاع السياحي والخدمات، وذلك بسبب معاناته من عدة أمراض مزمنة، مما تطلب نقله من إسبانيا إلى فرنسا حيث يخضع فيها حتى الآن للعلاج، بحسب إفادة عائلته والتي نفت بشكل قاطع الأخبار التي راجت بخصوص فراره على متن”الزودياك”.
لغز سُلفَة مالية قادت كاتب مجلس جهة فاس إلى شبهة”التبييض”و”المشاركة في الاتجار بالمخدرات”!!
ألغاز كثيرة تحوم حول العلاقة المفترضة ما بين كاتب مجلس جهة فاس، التجمعي يوسف مراد وهو مستثمر في القطاع السياحي والخدمات،وعميد الشرطة في”الديستي”،والذي قدمته أبحاث المحققين على أنه صديق”تاجر”المخدرات، الحسين ديدوح القابع في السجن منذ إدانته بسبع سنوات نافذة.
فقد كشف مصدر من عائلة يوسف مراد”للميادين”عن معلومة لم يُطلع المحققين وفرق الأبحاث عليها، وتخص علاقته بعميد الشرطة بجهاز “الديستي”،حيث قامت ما بين الشخصين بحكم النشاط السياسي للطرف الأول، وانتماء الطرف الثاني لأهم جهاز للشرطة والمخابرات، خصوصا أن رجل الأمن المطلوب بقرار من الغرفة الجنحية لاستئنافية فاس القبض عليه وإيداعه في السجن، يعتبر صديقا مشتركا ليوسف مراد كاتب مجلس جهة فاس والمستثمر في قطاع النقل السياحي من جهة، معية أشخاص آخرين كانت تجمعهم جلسات المقهى المشهور بشارع الجيش الملكي بفاس، والذي يملكه ضمن شراكة افتضح أمرها،شرطي”الديستي”وابن الريف الذي أسقطه ملف الإتجار في المخدرات، حيث كانت هذه المقهى قريبة من مقر شركة يوسف مراد بنفس الشارع، وهناك تعرف على صاحبها القابع حاليا في السجن، بعدما قدمه له كوميسير”الديستي”.
