في واقعة غير مسبوقة في المشهد السياسي المغربي أحرجت إلى حد كبير الدولة ووزارة الداخلية، أقدم حزب العدالة والتنمية على إعلان رفضه لنتائج انتخابات مجلس المستشارين داعيا المستشارين الفائزين باسم المصباح إلى الاستقالة احتجاجا على الأصوات غير المستحقة التي حصلوا عليها.
وفي هذا السياق كشفت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية في بلاغ ناري أصدرته عقب اجتماعها المنعقد مساء أمس الأربعاء، بأن الأصوات التي حصل عليها مرشحو الحزب لم تكن مفهومة ومنطقية، لكونها تتجاوز بشكل كبير وغريب وغير مقبول الأصوات التي يستحقها الفائزون في حزب العدالة والتنمية، أو التي من الممكن أن تؤول لهم من خلال تنسيقه مع حزب التقدم والاشتراكية محليا، حيث شدد بلاغ حزب المصباح على عدم تناسب ما حصل عليه مرشحوه الثلاثة مع النتائج المعلن عنها في اقتراع 8 شتنبر التي سبق للحزب أن عبر عن موقفه منها واعتبرها حينها بأنها غير منطقية وغير مفهومة.
وزاد حزب الإسلاميين الغاضب على مهندسي نتائج 8 شتنبر الماضي و5 أكتوبر الجاري، بأنه “يستهجن الممارسات غير المقبولة التي أفرزت النتائج التي حصل عليها مرشحو العدالة والتنمية الثلاثة الفائزين”، حيث ذهب موقف إخوان العثماني الأمين العام للحزب، إلى حد بعيد بمطالبتهم للمستشارين الثلاثة الفائزين في اقتراع الثلاثاء الماضي بتقديم استقالتهم احتجاجا على النتائج المعلن عنها من قبل وزارة الداخلية، حيث ربط البيجدي بين قراره هذا و حرصه كما قال في بلاغ قيادته السياسية، على تحصين المسار الديمقراطي والحفاظ على مصداقية العمل السياسي بالمغرب.
على نفس الخطى، سارت شبيبة حزب المصباح بقيادة الوزير السابق محمد أمكراز، إلى إصدار موقف مماثل لقيادة حزبهم، حيث اعتبر المكتب الوطني لأشبال البيجدي،بأن نتائج انتخابات “المستشارين” تسعى لفبركة مشهد سياسي غير حقيقي وتبخيس العمل السياسي في المغرب، حيث شدد شباب المصباح على أن”مهندسي هذه النتائج لا يمكن أن يفسر إلا في إطار السعي إلى إسقاط حزب العدالة والتنمية في نفس المستنقع الذي تتخبط فيه هذه الأحزاب، وإفقاده الثقة والاحترام اللذين يحظى بهما لدى الكثير من فئات المجتمع، ومعها شرعية تاريخه النضالي المبدئي والمستميت، من أجل صيانة الخيار الديمقراطي والدفاع عن الانتخابات النزيهة والشفافة”.يورد بلاغ شبيبة المصباح.
من جهتهم اجمع عدد من القياديين في حزب العدالة والتنمية ورموزهم، عبر خرجات على مواقع التواصل الاجتماعي من بينهم بنكيران وأمينة ماء العينين وكذا القيادي والنائب السابق لعمدة طنجة، محمد امحجور، (اجمعوا) في تعليقاتهم على نتائج اقتراع الثلاثاء الأخير بأنها مرفوضة، معتبرين المقاعد الثلاثة التي حصل عليها حزبهم في مجلس المستشارين، بأنها لمقاعد لا تشبه حزب العدالة والتنمية، وانها غير مستحقة ومشبوهة ومريبة، فيما اعلن بنكيران الذي يوجد تحت العلاج بإحدى المستشفيات بفرنسا على إثر وعكة صحية مفاجئة، عن رفضه لهذه الصدقة مشددا على أن المسروق لا يمكن التصدق به، وهو ما تفاعل معه حزبه وجميع تنظيماتهم وأعضائه عبر تصريحهم العلني القاضي برفض المقاعد الثلاثة المخصصة للبيجدي في مجلس المستشارين، لكونها كما وصفها بلاغ الأمانة العامة، “بالعجيبة”، فيما اعتبر متتبعون هذه الواقعة التي ترقى إلى مستوى فضيحة سياسية، بأنها جاءت في سياق تركيز مهندسي النتائج على تعويض نتائج الأحزاب التي خسرت محطة شتنبر الماضي.