تفاعلت ساكنة مدينة الحسيمة إيجابا عبر ترحيبهم بعملية تدشين”فضاء مبادرات الشباب والنساء”، وذلك تخليدًا للذكرى العشرين لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، حيث أشرف عامل الإقليم حسن زيتوني يوم امس الجمعة على مراسيم إخراج هذه الخطوة التنمية الطموحة للوجود، بحسب وصف أهل المدينة الذين أثنوا على هذا الفضاء المنجز وفق معطيات رسمية حصلت عليها”الميادين”، بكلفة إجمالية بلغت 18.7 مليون درهم، حيث تم تخصيص 9.5 مليون درهم للأشغال الأساسية، و 7.5 مليون درهم لاستكمال تجهيزات الفضاء، فيما تم تخصيص 1.5 مليون درهم لتوفير المعدات والوسائل التقنية الضرورية.
وفي هذا السياق أوضحت التقارير المقدمة خلال مراسيم التدشين، بأن”فضاء مبادرات الشباب والنساء”، يمثل إضافة نوعية للبنية التحتية الاجتماعية بمدينة الحسيمة، إذ يهدف إلى تمكين الشباب والنساء عبر تقديم خدمات التكوين، التوجيه، والمواكبة، إضافة إلى تعزيز روح المقاولة والمبادرات الذاتية والجماعية. كما يسعى المشروع إلى توفير بيئة مناسبة لخلق فرص اقتصادية واجتماعية، وتمكين الفئات المستهدفة من الانخراط الفعلي في دينامية التنمية المحلية.
ويمتد الفضاء على مساحة مبنية تُقدّر بألف متر مربع، فيما تصل المساحة المغطاة إلى 2136 مترًا مربعًا، وهو ما يعكس طموح المشروع في توفير فضاء عملي ومتطور. يتوزع المبنى على ثلاثة مستويات، حيث تم تصميمه ليحقق التكامل بين الوظائف المختلفة، من التكوين والإدارة إلى الاستقبال والتوجيه.
من جهة أخرى، يضم الطابق السفلي ثلاث قاعات متعددة الاستعمالات، قاعة شرف، فضاء استقبال، ومرافق تقنية وصحية، إلى جانب تصميم هندسي يضفي جمالية على المكان من خلال أحواض الزينة والشرفات. أما الطابق الأرضي، فيشمل قاعة اجتماعات، فضاءً مفتوحًا للاستقبال والتوجيه، عدة مكاتب إدارية، ومرافق صحية. في حين يحتوي الطابق العلوي على مكتب إداري، قاعة أرشيف، وقاعة للأمانة، مما يتيح تنظيماً محكمًا للخدمات المقدمة.
ويُرتقب أن يشكل هذا الفضاء مركزًا رائدًا في دعم المشاريع الشبابية والنسائية، خاصة عبر “منصة الشباب” التي تختص في التوجيه والإرشاد المهني، إلى جانب تقديم خدمات التوجيه المدرسي، الاستشارة الصحية لفائدة النساء، وخدمات تشغيلية عبر الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات.
وأوضحت ذات التقارير الرسمية بأن دور هذا الفضاء لا يقتصر على تقديم الخدمات فحسب، بل يسعى إلى بناء قدرات المستفيدين وفتح آفاق جديدة أمامهم، بما ينسجم مع الأهداف الكبرى للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وذلك من خلال تعزيز الاستثمار في الرأسمال البشري، يسعى المشروع إلى توفير بيئة حاضنة للابتكار،وتمكين الفئات المستهدفة من الإسهام الفاعل في التنمية المستدامة للإقليم، وجعل الحسيمة نموذجًا يحتذى به في دعم المبادرات الاجتماعية والاقتصادية.