مع تصاعد حالة الاحتقان الاجتماعي في مدينة جرادة وضواحيها، بسبب الاحتجاجات التي عاشتها مؤخرا باعثها قطع التيار الكهربائي عن عدد من الأسر المعوزة والتي واجهت الصعاب في أداء مستحقات ما استهلكته من الماء والكهرباء، سارعت السلطات المحلية بقطبها في عمالة جرادة وولاية جهة وجدة، إلى إعادة عدادات الكهرباء إلى أصحابها وربطهم من جديد بالشبكة.
وفسر المتتبعون تحرك السلطات ولجوئها على تمكين عدد من الأسر من استعادة عدادات الكهرباء التي سحبتها من منازلهم مصالح المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب الـ”ONEE“، بأن السلطات اختارت نزع فتيل الإحتقان قبل فوات الأوان، خصوصا ان احتجاج الأسر التي جرى قطع التيار الكهربائي عنها، سرعان ما تسببت احتجاجاتهم الفردية الأسبوع الماضي على كرة ثلج ظلت تكبر يوما بعد يوم، حيث التحق بهم عدد من جيرانهم قبل أن ينضم غليهم سكان من باقي الحياء السكنية بمدينة جرادة.
وزادت مصادر”الميادين نيوز”، بأن سلطات عمالة جرادة ومثيلاتها في ولاية الجهة الشرقية بوجدة، تخوفت من ان تعيد الاحتجاجات التي تسببت فيها عدادات الكهرباء وغلال فواتيرها، في انفجار شعبي قد يضع الحكومة والسلطات أمام تحدٍ جديد شبيه بحالة الاحتقان التي عاشته المدينة في ربيع 2017 ، حيث خرجت ساكنة جرادة إلى الشارع احتجاجا على غلاء فواتير الماء والكهرباء في ظل سوء أحوالهم الاجتماعية الناجمة عن الوضع الاقتصادي عقب إغلاق مفاحم المدينة ومنع أي استغلال لها بحثا عن “الرغيف الأسود”، مما أدى إلى صنع جيش كبير من العاطلين والفئات الهشة.
وفي غضون ذلك، تشير الأخبار القادمة من جرادة، بأن الهدوء عاد إلى المدينة وسط أجواء من الحيطة والحذر، خصوصا أنه انتشرت على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بلاغات ودعوات للتظاهر في الشارع بعد غد الأحد، تخليدا للذكرى الـ11 لحركة 20 فبراير2011، وهو ما يؤشر على احتمال عودة الاحتجاجات بقوة إلى المدينة لوجود شكاوى من ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة في غياب تام لفرص العمل وموارد تحسين المستوى المعيشي والقدرة الشرائية للمواطنين.