بعد مرور حوالي 15 سنة عن الجريمة المروعة التي هزت العاصمة الإسماعيلية صيف سنة 2006 ، راح ضحيتها محام وزوجته تعرضا للقتل العمد داخل شقتهما بالمدينة العتيقة مع التمثيل بجثتيهما وتقطيع أطرافهما، أنهت أخيرا غرفة الجنايات الاستئنافية لدى محكمة الإستئناف بمكناس، فصول هذه القضية التي راجت امام محاكم مكناس، حيث قضت غرفة الجنايات الإستئنافية بتخفيف عقوبة الإعدام في حق المتهم الخمسيني إلى عقوبة المؤبد بعدما آخذته المحكمة من أجل جنايات”القتل العمد والسرقة الموصوفة وتكوين عصابة إجرامية”، وجنحتي”التمثيل بجثة وإخفائها”.
واستنادا للمعلومات التي حصلت عليها”الميادين نيوز”فإن قرارات غرفة الجنايات الاستئنافية بمدينة مكناس الصادرة مؤخرا في قضية قتل المحامي وزوجته، وبخلاف تخفيضها لعقوبة الإعدام إلى عقوبة السجن المؤبد للمتهم”ع.ع”، أيدت المحكمة باقي قرارات الإدانة التي سبق أن أصدرتها غرفة الجنايات الإبتدائية بمكناس، وتهم حكم الإعدام في حق ثلاث أشقاء أحدهم توفي بسجن سيدي سعيد بمكناس، بالإضافة إلى عقوبة السجن المؤبد في حق موظف بالوقاية المدنية (ب.ر)، وبسنتين ونصف حبسا نافذا على امرأة كانت ضمن أفراد العصابة التي تورطت في قتل المحامي وزوجته، فيما أدينت صديقتها بسنة حبسا موقوفة التنفيذ.
هذا ووجه المتهمون السبعة المدانون بأحكام تراوحت ما بين عقوبة الإعدام وسنة حبسا موقوفة التنفيذ، تهما جنائية خطيرة، تخص”القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد”، المقترنة بجناية “السرقة الموصوفة مع العلم بظروف ارتكابها”، و”تكوين عصابة إجرامية”، و”الاختطاف”، و”التمثيل بجثة وإخفائها”، و”المشاركة في الخيانة الزوجية والفساد وإعداد منزل للدعارة والوساطة في البغاء”.
وبحسب وثائق ملف هذه القضية، فإن فصول جريمة قتل المحامي وزوجته، تعود على صيف 2006 ، لما خطط ثلاثة أشقاء يملكون محل للجزارة بوسط المدينة العتيقة لمكناس، لعملية قتل جارهم المحامي وزوجته القاطنين قيد حياتهما بالطابق الأول، بينما يسكن الجناة بالطابق الثاني كما يستغلون محلا بالطابق السفلي في بيع اللحوم و تهيئ أطباق اللحم المفروم لزبنائهم، حيث كان محل الجزارة نقطة خلاف بين الجارين، بعدما تقدم المحامي بشكايات في مواجهة جيرانه يطلب رفع الضرر الذي يتسبب فيه محل الجزارة و المشواة المستعملة في تهيئ أطباق اللحم المفروم.
بعد أن أيقن أصحاب المجزرة بغلبتهم قانونيا وإداريا على يد جارهم المحامي، خططوا لطريقة التخلص منه بتنسيق مع مهاجر مغربي بإسبانيا مشهور بسوابقه الاجرامية إلى جانب موظف بمصلحة الوقاية المدنية بمكناس شارك هو الآخر في العملية التي اسفرت عن قتل المحامي وزوجته داخل شقتهما بالمدينة العتيقة لمكناس، وتقطيع جثتيهما إلى أطراف، وتحويل لحميهما إلى “كفتة” جرى التخلص منها في مجاري الصرف الصحي، فيما وضعت الأطراف داخل علب بلاستيكية نقلت من مكناس حتى واد الشراط بضواحي العاصمة الرباط وألقيت في مجاريه.
وكشفت وثائق الملف، أن لغز هذه الجريمة التي نفذت بدقة تامة، جرى فك ألغازها عن طريق هاتف المحامي الذي احتفظ به أحد الجناة، حيث اتصلت به سيدة من مدينة سلا بعد أيام قليلة عن الجريمة، مما أرشد المحققين إلى صاحبة المكالمة التي كانت رأس خيط رفيع فضح كل المتورطين في الجريمة الذين يتوزعون ما بين مدينتي مكناس وسلا، من بينهم الجناة السبعة وشركائهم وكذا الشخاص المتورطين في شراء مجوهرات زوجة المحامي وأغراضهما النفيسة المتحصل عليها من جريمة السرقة.