مباشرة بعد الخطاب الملكي الذي وجهه الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش يوم أمس السبت، والذي تميز بالدعوة إلى فتح الحدود و بدأ صفحة المصالحة مع الجارة الجزائر، توالت ردود الأفعال المتباينة داخل وسائل الاعلام الجزائرية.
في هذا السياق اكتفت وكالة الأنباء الجزائرية بنقل البلاغ الذي أداعته جبهة ”البوليساريو”وهي تعلق على خطاب ملك المغرب، حيث اعتبرت”جبهة البوليساريو”الخطاب الملكي بانه اتسم هذه السنة كما قالت في بلاغها “بالمجازفة والمبالغة في الكلام المعسول بهدف تغطية مقصودة ربطتها بعودة أجواء الحرب كما قالت جبهة البوليساريو الى المنطقة، متهمة المغرب بإدارة ظهره لاتفاقية الهدنة التي وقعها الطرفان”.
من جهتها لم تعلق على الخطاب الملكي لملك المغرب، جريدة الشروق الجزائرية المعروفة بقربها من مراكز القرار، فيما اكتفت النهار الجزائرية بإيداع الخبر تحت عنوان”بمناسبة عيد العرش محمد السادس يدعو الجزائر لفتح الحدود وحل الخلافات بين البلدين”، فيما علق موقع أخبار الوطن قائلا ” محمد السادس.. يهادن ويتحاشى واقعة سفيره في الأمم المتحدة”، وفي ذات السياق عنون موقع “الجزائر الآن” افتتاحيته بـ” محمد السادس يطالب مجددا بفتح الحدود مع الجزائر”.
وعلى صعيد الصحافة الناطقة بالفرنسية جاء في موقع” tsa-algerie”، مقال رأي تحت عنوانAlgérie – Maroc : la fausse main” tendue du roi Mohamed VI ” شكك عبره كاتب المقال في نوايا المغرب، مستعرضا جملة من الإجراءات التي تتناقض حسب رأيه مع خطاب يوم أمس.
وفي مواقع التواصل الاجتماعي برز تعليق للمعلق الرياضي الشهير حفيظ دراجي قال فيه أن ” الثقة المفقودة هي أم المشاكل وأكبر الأزمات بين الطرفين ، تحتاج إلى الكثير من بوادر حسن النية قبل كل الإجراءات العملية التي تقتضي بدورها تنازلات متبادلة لتحقيق مصالح مشتركة للشعبين وليس لحساب شعب على آخر”، فيما أكمل دراجي تدوينته قائلا” أما إعادة فتح الحدود المغلقة، فسيكون نتيجة حتمية لعودة الثقة وتحكيم العقول قبل القلوب”.
من جهته رحب الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي بما جاء في خطاب الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش، حيث علق المرزوقي على صفحته الشخصية في الفيسبوك قائلا إن “نداء الملك محمد السادس لفتح صفحة جديدة في تاريخ العلاقات الجزائرية المغربية “أمر جد إيجابي” مضيفا “أظن أن خطاب اليد الممدودة الصادرة من ملك المغرب جاءت في الإبان المناسب ”.
يذكر ان الملك محمد السادس خصص جزء كبيرا من خطاب العرش ليوم أمس للعلاقات الجزائرية المغربية، حيث جدد دعوته لفتح الحدود و حل المشاكل العالقة بين البلدين.
وكان الملك محمد السادس قد خصص لقضية المغرب والجزائر حيزا مهما في صلب خطاب العرش، همت مد المغرب يده للجزائر لأنهاء إغلاق الحدود بين البلدين، جدد الملك محمد السادس في خطابه بذكرى عيد العرش الذي قدمه من القصر الملكي بفاس، وقال إن “الوضع الحالي للعلاقات لا يرضينا” وليس في صالح شعبينا، مشيرا إلى ضرورة فتح الحدود بين البلدين.
و أضاف “ أن رئيس الجزائر السابق والحالي وكذا ملك المغرب، لا يمكن تحميلهم مسؤولية إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر، ولكن تبقى مسؤوليتهم جميعا قائمة سياسيا وأخلاقيا أمام الله وأمام التاريخ وأمام شعبيهم بسبب قطع أواصر الأخوة والعلاقات الطيبة التي جمعت الشعبين المغربي والجزائري.
وتوجه الملك في صلب خطاب العرش إلى الجزائرين معلقا على ما يقال بخصوص ربط فتح الحدود بجلب الشر للجزائرين، حيث رد الملك قائلا”“لن يأتيكم من المغرب أي تهديد، لأن ما يمسكم يمسنا،” مضيفا أن “أمن الجزائر من أمن المغرب”، مشددا على ان الجزائر والمغرب توأمان متكاملان.
ودعا الملك الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ومسؤولي بلاده، إلى تغليب الحكمة ومصالح البلدين، لأن إغلاق الحدود كما قال الملك لم يعد له اليوم أي مبرر”، لذالك وجه الملك للرئيس الجزائري دعوة للعمل في القريب العاجل لفتح الحدود وتوطيد العلاقات التي جمعت الشعبين المغربي والجزائري.