بعد إحرازه للميدالية الذهبية أمس الاثنين بطوكيو، في إنجاز تاريخي بعد سنوات عجاف عرفتها رياضة ألعاب القوى المغاربية، يكون سفيان البقالي قد دخل التاريخ الرياضي المغربي كما اعتاد على الدخول مسرعا نهاية كل سباق، ليجدد وصال ألعاب القوى الوطنية مع الذهب الذي غاب عنها منذ أولمبيات أثينا 2004.
من رحم المعاناة إلى المجد الأولمبي
سفيان البقالي من مواليد العاصمة العلمية وبالضبط حي المرجة الشعبي بمنطقة بن سودة – زواغة ولد سنة 1996، ترعرع وسط عائلة فقيرة من أبوين ينحدران من مدشر ”اولاد البقال” جماعة ”آيث_بوشيبث” دائرة كتامة إقليم الحسيمة، اختارا الإقامة بمدينة فاس في وسط شعبي يعاني الهشاشة والتهميش بضواحي الحاضلرة الإدريسية.
برزت موهبة سفيان البقالي في نادي أهل فاس حيث بدأ في ممارسة ألعاب القوى تحت إشراف المدرب كريم التلمساني، الذي لمس في سفيان موهبته الفذة في مجال ألعاب القوى، ولازال مضمار ملعب الحسن الثاني ، و ملعب المرنيسي، يشهدان على بدايات سفيان الأولى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــقفزة صوب المجد الأولمبي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2014 بالولايات المتحدة أول ظهور لسفيان
في بطولة العالم للناشئين”بيوجين”بالولايات المتحدة الأمريكية سيبرز نجم سفيان البقالي، كعداء يعول عليه بعدما عاشت ألعاب القوى الوطنية على إيقاع سنوات عجاف، ليأتي سفيان كبارقة أمل جديدة، بعد احتلاله للمركز الرابع في هاته المنافسات.
بعدها بسنتين ، وبعد مشاركات في بطولة إفريقيا و بطولة العالم للعدو الريفي، سيأتي موعد أولمبيات ”ريو” بأرض البرازيل ، ورغم غيابه عن ”البوديوم” أنداك ، إلا أن احتلاله للمركز الرابع و بأداء مشرف، جعل الجميع يتوقع بروز نجم جديد في سماء رياضة ألعاب القوى الوطنية.
بعد محطة ”ريو” التي أبان فيها البقالي عن علو كعبه و قدرته على رفع الراية الوطنية، ستأتي دورات الدوري الماسي بكل من ستوكهولم و الرباط سنة 2017، هنالك لن يتنازل سفيان البقالي وفي كلتا الدورتين عن الرتبة الأولى، إضافتا لفضية ببطولة العالم بلندن، ليؤكد عزمه الظفر بباقي الاستحقاقات، فأكدت دورات ألعاب البحر الأبيض المتوسط و البطولة الأفريقية سنة ،2019 أن سفيان قادم نحو الذهب الأولمبي وبنفس سرعة سباقاته.
قصة البقالي مع الكروج و إفران
في كل خرجاته الإعلامية القليلة ، لا يخفي سفيان تأثره بالبطل العالمي هشام الكروج ، هذا الأخير و كما صرح البقالي مرات عديدة لا يتخلف عن تقديم النصح و الإرشاد للبطل الواعد.
وكذلك الأمر بنسبة لمدينة إفران الجبلية، التي يقول عنها البقالي أنها جالبة للحظ، و لأجل هذا فقد اختارها لتكون مركز استعداداته ، لما تتوفر عليه من مؤهلات مناخية تساعد المقبلين لغرض العمل الجاد و الشاق في ميدان ألعاب القوى.
ومن بين الأسرار التي لا يخفيها البقالي، الأثر الكبير لمدربه كريم التلمساني الذي لا يعتمد عليه في الجانب التقني فقط بل حتى الجانب النفسي والذهني أيضا .
موعد مع الذهب في طوكيو
جاءت أولمبيات طوكيو 2020 المقامة سنة 2021، وكان الضغط على سفيان البقالي كبيرا، فلا حديث في الأوساط الرياضية سوى عن الأمل المعقودة على هذا البطل الواعد، وزاد من الضغط أيضا الظهور الباهتة للرياضة المغربية في بداية الأولمبيات، لتتوجه الأنظار يوم الاثنين الثاني من يونيو إلى الملعب الأولمبي بطوكيو و سباق 3000 متر موانع حيث سيحمل سفيان أمال المغاربة لحصد ميدالية تنسيهم توالي الإخفاقات، فجاءت النتيجة على قدر الأمال و الطموحات ذهبية أولمبية ، و نشيد وطني يعزف لأول مرة في ألعاب طوكيو.