يبدو أن بعض رجال السلطة باتوا يحنون إلى عهد ادريس البصري، حيث يخرج بين الفينة والأخرى عدد منهم عن السيطرة في تحد صارخ لشعار”تصالح الإدارة مع المواطن”والذي رفعه الملك محمد السادس خلال وصوله إلى كرسي العرش، والمشهد من إقليم تنغير، حيث أقدم خليفة قائد على إهانة علنية لمواطن واصفا إياه “بالحمار”.
واستنادا إلى ما وثقه فيديو انتشر على نطاق واسع بمنصات التواصل الاجتماعي، فإن المواطن ضحية تسلط رجل السلطة، حضر معية عدد من سكان جماعة تاغزوت-آيت عطا”، للاستفادة من الخدمات الصحية لقافلة طبية، حيث عرفت الجماعة يوم أمس الخميس، تدفق عدد من مواطني المنطقة والذين قدموا بكثرة من كل فج عميق، لكونهم يرون في هذه المناسبة فرصتهم الناذرة للولوج للعلاج في غياب بنية طبية في منطقتهم.
وأظهر الفيديو، إنزالا أمنيا نفذته السلطات المحلية لضمان حسن تنظيم هذه القافلة الطبية بالنظر إلى عدد الوافدين للاستفادة منها، غير أن تصرفات رجل سلطة سرعان ما أفسدت هذه المناسبة، حيث أقدم خليفة قائد جماعة”تاغزوت-آيت عطا”،خلال تدخله لفرض النظام بمكان تجمع المواطنين، على إهانة أحدهم وهو رجل مسن، حيث قام بدفعه ناعتا إياه “بالحمار”.
ولم يتوقف رجل السلطة عند إهانة الرجل المسن ودفعه، بل حاول الاعتداء عليه بالضرب، لولا تدخل عناصر من القوات المساعدة وأعوان للسلطة معية مواطنين، للحيلولة دون وصول رجل السلطة إلى المواطن المسن،فيما ذهب هذا المسؤول بعيدا لما قام بطرد المواطن من المكان لحرمانه من الاستفاذة من خدمات القافلة الطبية التي كلفته قطع مسافة طويلة للوصول إليها.
هذا وخلف التصرف الأرعن وغير المسؤول لرجل السلطة، في غضب كبير وسط الحاضرين، بما فيهم بعض من عناصر القوات العمومية وأعوان للسلطة، فيما لقيت إهانة خليفة القائد لمواطن مسن، احتجاجات على تصرفه بمنصات مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طالب الغاضبون من تصرفه بمحاسبته من قبل مصالح وزارة الداخلية، وعدم التساهل معه، فيما شددوا على ضرورة تحرك الدولة المغربية للإنهاء مع كل أشكال “الحكرة”التي يتعرض لها المغاربة على يد مسؤوليها سواء داخل بناياتهم الإدارية أو في الشارع.
من جهتهم اعتبر آخرون في مواقع التواصل الاجتماعي، بموازاة مع الانتشار الواسع للفيديو الذي يظهر فيه رجل السلطة وهو يهين مسنا ويحاول الاعتداء عليه جسديا، (اعتبروا)خليفة القائد بجماعة”تاغزوت-آيت عطا” بإقليم تنغير، بأنه أساء لصورة المغرب والدولة التي بذلت مجهودات لتحقيق المصالحة ما بين الإدارة والمواطن.