جرت صباح هذا اليوم الإثنين 17 فبراير الجاري، أطوار انهاء حالة الفراغ التي عاشته مقاطعة “جنان الورد”، إحدى المقاطعات الكبيرة بمشاكلها ومساحتها ضمن المقاطعات الستة التابعة لجماعة فاس، وذلك بسبب اعتقال رئيسها التجمعي رضى عسل والذي انقطع عن أداء مهامه لمدة تزيد عن ستة أشهر، أي منذ تنفيذ قرار قاضي التحقيق بغرفة جرائم الأموال العمومية لدى محكمة الاستئناف بفاس، ي 20 يوليوز 2024 والذي قضى بوضعه في السجن.
هذا واحتضن مقر مقاطعة”جنان الورد”عملية انتخاب الرئيس الجديد،بحضور جميع المستشارين من بينهم “عمدة”فاس عبد السلام البقالي العضو بمجلس نفس المقاطعة، حيث أسفرت العملية بالأغلبية مع امتناع 9 مستشارين، عن انتخاب المرشحة الوحيدة لهذه المهمة التجمعية هند الموحي،وهي حاملة للدكتوراه أخصائية في البيولوجيا العلمية، تشتغل بأحد مختبرات القطاع الخاص في مدينة طنجة،وهو ما قد يُعيق بحسب المتتبعين، حضورها ومداومتها على تدبير الملفات الساخنة التي ورثتها عن زميلها المعتقل، والتي أغرقت وماتزال المقاطعة في الفوضى و شبهات الفساد المالي و الإداري، زيادة عن أحوال هذه المنطقة تنمويا واجتماعيا وسياسيا، والتي لا توحي مؤشراتها على طي صفحة المرحلة التي دبرها الرئيس السابق المعتقل.
تحدي المواكبة وإصلاح ما أفسده سلفها، أجابت عنه الرئيسة المنتخبة، هند الموحي في تصريح خصت به “الميادين”ضمن الفيديو المرفق بهذا المقال،حيث شددت على أنها”ستتفرغ كليا بالحضور والمواكبة لمهمتها الجديدة والتي تستوجب حضورها”،كما قالت.
من جهة أخرى جرت بموازاة مع انتخاب الرئيس الجديد لمقاطعة”جنان الورد”، طبقا لمقتضيات المادة 243 من القانون المنظم للجماعات الترابية( ذات العلاقة بمجالس المقاطعات)، أجرأة السلطات لنتائج معاينتها لانقطاع النائب الأول لرئيس مقاطعة “جنان الورد”، جواد المرحوم عن حزب الأصالة و المعاصرة، وذلك منذ اعتقاله و إدانته في قضية تلقي رشاوى في ملفات التعمير، وكذا اخضاعه للتحقيق معية رئيس نفس المقاطعة و من معه في ملف “اختلالات التعمير و رخص الربط بشبكة الماء و الكهرباء”، فيما عاينت نفس السلطات كذلك انقطاع عن المهام للنائب الثالث لرئيس مقاطعة “جنان الورد”،الاستقلالي سعيد بوعياد و الذي سارع إلى تقديم استقالته من مهمة النائب للرئيس، وذلك عقب توقيفه في ملف”اختلالات التعمير”بصفته مقاولا حيث يتابع بكفالة مالي، وهو ما ترتب عنه طبقا للقانون تعويض المستشار من”البام”المنقطع عن مهامه بسبب الاعتقال، وانتخاب النائب الثالث للرئيس الشاغر،تورد مصادر الجريدة.
الباشا يحن للماضي و يمنع الصحافيين من الحضور و التصوير :
في سلوك يمتح من عقلية متسلطة تحن للماضي المغربي الأسود في مجال الحقوق و الحريات، أبا الباشا، يونس الياسيني رئيس المنطقة الحضرية “لسهب الورد”والتي توجد في نفوذها الترابي مقاطعة “جنان الورد، إلا أن يستعمل نفوذه و سلطته في حق صحافيين و مراسلي عدد من المنابر الإعلامية والذين حضروا لتغطية ومتابعة أطوار عملية انتخاب الرئيس الجديد لنفس المقاطعة خلفا لرئيسها المعتقل منذ صيف 2024، حيث قام الباشا بمنعهم من حضور العملية و تصويرها وبث أشغالها على منصات جرائدهم الالكترونية بمواقع التواصل الاجتماعي، فيما سمح “مسيو الباشا”،من باب”كرمه السلطوي”،(سمح) للصحافيين بالتقاط الصور قبل انطلاق انتخاب الرئيس ومغادرة القاعة، وفق ما جاءت به أوامره التي عمل على تنفيذها في حق الصحافيين و مراسلي المنابر الإعلامية الحاضرة.
والمثير في سلوك الباشا، هو أن جلسة انتخاب الرئيس الجديد لمقاطعة”جنان الورد”،كانت جلسة عمومية ولم يصدر أي قرار بتحويلها إلى جلسة”سرية”طبقا للقانون المنظم للجماعات الترابية،حيث أن الباشا غرق بدون أن يدري في ورطة قانونية وأدبية تجاه الصحافيين ومراسلي المنابر الإعلامية،حين عمد إلى إجبارهم على مغادرة القاعة، فيما سمح لعموم المواطنين بالبقاء ومتابعة أطوار انتخاب الرئيس الجديد، وهو ما يُعلل علنية هذه الجلسة والتي منع خلالها الصحافيين زورا وبهتانا من حضورها.
وإذ تحتج “الميادين”على هذا السلوك اللاقانوني وغير المسؤول تجاه الصحافة والصادر عن الباشا رئيس المنطقة الحضرية لسهب الورد بعمالة فاس،فإنها تنبه إلى خطورة مثل هذه التصرفات المرفوضة،والتي تمس بحرية الصحافة والإعلام ببلادنا،وتكرس مظاهر الاستهتار بالعمل الصحافي،حيث كشف”التصرف الشارد”للباشا عن عدم فهم بعض أطر ورجال السلطة لآليات عمل الصحافيين والصحافيات،والتي تفرض تسهيل أدائهم ومزاولتهم لمهامهم الصحافية وليس التضييق عليهم.