لطالما كان للرياضة الوطنية نصيب من التألق في الألعاب الأولمبية، حيث كان أبطالنا ينافسون على المعدن النفيس في ألعاب القوى و بعض الرياضات الفردية مثل الملاكمة و “تايكواندوا” ،همهم هو تحسين ترتيبهم العالمي ورفع الراية والنشيد الوطنيين في العديد من المحطات ، ولازالت الذاكرة الرياضية الوطنية تحفظ بافتخار كبير تألق كل من نوال المتوكل في ”أولمبيات لوس أنجلس 1984 ”و هشام الكروج في أولمبيات ” أثينا” 2004 و غيرها من المحطات التي ألهمت أجيالا من الرياضيين المغاربة .
بدأت ألعاب طوكيو الأولمبية ، و كان الجمهور الرياضي يمني النفس بإنجاز ينسيه إخفاقات الرياضة الوطنية المتتالية ، لكن و مع بداية الألعاب تبدد الحلم ليتحول إلى مرارة و خيبة أمل تخيم اليوم على أجواء الرياضة الوطنية ، حيث عرفت المشاركة المغربية إلى حدود الأن في أولمبيات طوكيو نكسة كبيرة، حيث لم تستطع البعثة المكونة من 48 رياضي من شتى الأنصاف من الظفر بأية ميدالية إلى حدود اللحظة ليبقى الأمل الوحيد معقودا على ألعاب القوي التي ستدخل غمار المنافسة يوم الجمعة ، من أجل ألا تعود البعثة خالية الوفاض ، هاته المشاركة ومنذ الأيام الأولى التي عرفت نكسات متسارعة، وصفت من طرف مراقبين ”بالفضيحة” التي تتوجب المسائلة والمحاسبة.
هذا الإخفاق جعل العديد من المسؤولين على رأس جامعات الرياضات الأولمبية الأكثر شعبية يدخلون قفص الاتهام، خصوصا بعدما سير بعضهم هاته الجامعات طوال عقود من الزمن، إضافة لتقاسم بعضهم مهمات التسيير الرياضي مع مسؤوليات أخرى
ويحاول هذا الملف تسليط الضوء على أبرز الشخصيات الموجودة على رأس الرياضات الأولمبية الأكثر شعبية ، والتي أصبحت اليوم تحت مهجر الرأي العام.
فيصل العرايشي رجل ”الأولمبيات” والإعلام والمضرب
تعد اللجنة الأولمبية المغربية ممثلة المغرب لدى اللجنة الأولمبية الدولية، وهي التي تسهر على تنظيم وتجميع البعثة المغربية المشاركة في الألعاب الأولمبية ومختلف المسابقات الجهوية، إضافتا إلى الرقي بمختلف الرياضات الوطنية بتعاون مع جامعات هاته الرياضات. وهي اللجنة التي كان يرأسها الجنرال حسني بن سليمان إلى حدود سنة 2017، قبل أن يصبح ”فيصل العرايشي” المدير العام للشركة الوطنية لإذاعة و التلفزة و رئيس الجامعة الملكية المغربية للتنس، حيث انتخب رئيسا في 14 يونيو 2017، وذلك خلال أشغال الجمع العام الانتخابي، بعد حصول لائحته على 27 صوتا من أصل 31 جامعة رياضية ممثلة باللائحة الناخبة، حيث تمت المصادقة بالإجماع على التقريرين الأدبي والمالي.
ومن أهم البرامج التي تعمل عليها اللجنة الأولمبية ، مشروع ما يسمى استراتيجية العمل لتحضير رياضيي النخبة للألعاب الأولمبية في المدى القصير و المتوسط وفق دراسة أشرفت عليها اللجنة الأولمبية اعتمدت على معطيات مفصلة عن الرياضيين في مجموعة من التخصصات، وتهم أيضا إعداد الرياضيين لألعاب طوكيو الجارية حاليا و أولمبيات باريس و لوس أنجلس القادمتين.
وفي تقريرها المالي السنوي كانت اللجنة الأولمبية قد كشفت النقاب عن الكلفة الاجمالية
لتحضير اللاعبين لألعاب طوكيو، والتي بلغت بحسب التقرير المالي السنوي لسنة 2020 12981 مليون درهم.
وعلى مستوى الجامعة الملكية للتنس أعيد انتخاب ”فيصل العرايشي ” خلال الجمع العام الأخير سنة 2017، حينها قدم برنامجا يروم توسيع قاعدة الممارسين وتأهيل عدد كبير من الأبطال ضمن المصنفين الجيدين عالميا، بحيث يبقى أخر إنجاز وطني على مستوى هاته الرياضة وعلى مستوى بلوغ التصنيف العالمي، هو احتلال يونس عيناوي المرتبة 13 عالميا سنة 2003.
عبد السلام أحيزون عميد الاتصالات ومضمار السباق
تعد ألعاب القوى إحدى أهم المجلات الرياضية التي يحرز عبرها المغرب مراتب متقدمة خلال الاستحقاقات العالمية، خاصة العدو الذي يعد اختصاصا مغربيا بامتياز.
ويشغل منصب رئيس الجامعة الملكية لألعاب القوى عبد السلام أحيزون المدير العام لشركة اتصالات المغرب، منذ سنة 2006 وأعيد انتخابه رئيسا على رأس الجامعة خلال الجمع العادي لموسم 2017 و2018.
وخلال ولايات أحيزون الخمس والتي تخللتها 4 دورات أولمبية هي بكين 2008و لندن 2012و ريو 2016، حققت ألعاب القوى المغربية ميدالية يتيمة لعبد العاطي إيكيدير في أولمبيات لندن 2012.
” جواد بالحاج” ”زعيم ” حلبة الملاكمة
على رأس جامعة الملاكمة إحدى أهم الرياضات داخل المغرب، و التي منحته الميدالية الوحيدة خلال أولمبيات ” ريو دجينيرو ” 2014 ، عبر الملاكم محمد ربيعي ، و على رأس هاته الجامعة مند 2002 ” جواد بالحاج المسؤول السابق بالقصر الملكي ، و الذي أعيد انتخابه على رأس الجامعة سنة 2017.
و لم تستطع الملاكمة المغربية تحقيق أي إنجاز خلال أولمبيات طوكيو المتواصلة حاليا، حيث خرج أغلب الملاكمين و الملاكمات المغاربة من الأدوار الأولى.
الهلالي ”الماسك بزمام” التايكواندو المغربي
ومن الألعاب التي خيبت الأمال في هاته الأولمبيات، رياضة التايكواندو المغربي والتي تعرف للمفارقة نجاحا و تألقا على المستوى الإفريقي و بعض الملتقيات العالمية أيضا، لكن التألق لم يكن حليفها خلال هاته الأولمبيات حيث خرج أغلب الرياضيين في هذا الصنف من الأدوار الأولى، باستثناء أشرف محبوبي الذي بلغ الدور الربع النهائي لكنه أقصي بعد ذالك .
وعلى رأس هاته الجامعة يوجد إدريس الهلالي والذي انتخب رئيسا للجامعة الملكية المغربية للتايكواندو لولاية ثانية، وذلك خلال الجمع العام العادي للجامعة برسم الموسم الرياضي 2019-2020،و الذي جرت أطواره في العيون.
ماذا بعد طوكيو 2020؟
ومن المرتقب أن تخلف أولمبيات ”طوكيو” ردود فعلا قوية اتجاه المسؤولين عن الرياضات الأولمبية الأكثر الشعبية في المغرب ،و اتجاه المسؤولين الحكوميين على رأسهم وزارة الشباب و الرياضة، ليبقى السؤال المطروح هل ستزحزح طوكيو المؤسسات الرياضية بالمغرب و من يتولون تسييرها ؟