في تطور مفاجئ لقضية السائح الألماني الذي عُثر عليه الأسبوع الماضي مصابًا بجروح بليغة على مستوى جهازه التناسلي بجماعة عبد الغاية السواحل بإقليم الحسيمة، حيث جرى حينها توقيف شخص من نفس المنطقة نزل عنده الألماني ضيفا، كشفت التحقيقات التي باشرتها مصالح الدرك الملكي لتارجيست بأن السائح هو من أقدم على إيذاء نفسه، نافيًا بذلك فرضية تعرضه لاعتداء من طرف مضيفه المغربي.
استنادا للمعطيات التي حصلت عليها”الميادين”، فإن عناصر المركز القضائي للدرك الملكي بترجيست انتقلت إلى المستشفى الإقليمي محمد السادس بالحسيمة للاستماع إلى إفادة الألماني، وذلك بحضور مترجم محلف، وأثناء الاستماع إليه، بعدما استعاده هدوءه وتجاوز مرحلة الخطر، صرّح السائح بأنه هو من أقدم على بتر جزء من عضوه التناسلي بواسطة سلاح أبيض ، وذلك تحت تأثير كمية من المخدرات التي تناولها داخل منزل تقطنه والدة شخص سبق أن جرى توقيفه على خلفية هذه الواقعة كمشتبه به رئيسي.
المشتبه فيه الأول، الذي تم توقيفه في وقت سابق، أفاد بدوره بأن المعني بالأمر كان في حالة غير طبيعية نتيجة تعاطيه للمخدرات، وأنه ارتكب هذا الفعل في حق نفسه دون تدخل أي طرف خارجي، ذلك أن اعترافات السائح جاءت لتؤكد رواية المشتبه فيه المغربي والذي نجا من المتابعة الجنائية الخطيرة.
وكانت القضية قد أثارت ردود فعل واسعة في الرأي العام المحلي والوطني، بسبب غرابة الفعل وخطورته، حيث تعددت الفرضيات حول دوافع الجريمة وهوية الجاني المحتمل. غير أن المعطيات الجديدة وضعت حداً للتكهنات، وأوضحت أن الأمر لا يتعلق باعتداء، بل بفعل ذاتي وقع في ظروف غامضة وتحت تأثير المخدرات.
وتتواصل التحقيقات تحت إشراف النيابة العامة المختصة، من أجل تحديد كافة الملابسات المحيطة بالقضية، والوقوف على المسؤوليات المحتملة المرتبطة بتوفير المغربي لضيفه السائح الألماني المواد المخدرة وعدم التبليغ عن واقعة بتره لجزء من وقامت بنقله إلى المستشفى الإقليمي محمد السادس بآيت يوسف وعلي، فيما باشرت وقتها السلطات الأمنية عملية تمشيط واسعة بالمنطقة، أسفرت عن توقيف المغربي الذي ظهرت براءته من المنسوب إليه عقب اعتراف الألماني بإيذاء نفسه تحت تأثير المخدرات.