تتواصل سخونة السجال حول ظاهرة الاكتظاظ التي قفزت إلى الواجعة مع انطلاق الموسم الدراسي الحالي بعدد من المؤسسات التعليمية بمختلف مستوياتها، ومن ضمنها ثانوية جعفر الفاسي الفهري التأهيلية بحي مولاي رشيد – سيدي عثمان، والتي تعيش حالة احتقان بسبب غضب أولياء التلاميذ من الأقسام المكتظة والتي تعاكس تجويد ظروف الدراسة والتحصيل لأبنائهم، وما تشكله هذه الظاهرة من عوائد سلبية على ناتج التعلم لدى التلاميذ، والتي ُقضم مجهودات الأستاذ والتلميذ على حد سواء، وذلك خلافا، كما يقول المتتبعون والمهتمون بالمجال، لمبدأ المساواة وتكافؤ الفرص في التعليم، وكذا مضامين القانون الإطار رقم 17.51 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي.
وفي هذا السياق قال الباحث في علوم التربية ومدير الثانوية التقنية جعفر الفاسي الفهري بحي “مولاي رشيد- سيدي عثمان”، الدكتور رضوان قصور في تصريح خص به”الميادين نيوز”، بأن” الإقبال الكبير على الثانوية قد رفع عدد تلاميذ المؤسسة إلى حدود 1800 تلميذة وتلميذ، وهو ما تسبب في حالة الاكتظاظ التي تعانيه هذه الثانوية التي استقبلت أزيد من 600 طلبا بالجذع العلمي المشترك (خيار فرنسي)، مما يتطلب معه إحداث إثنى عشر قسما لاستيعاب الإقبال الكبير من قبل التلاميذ على هذه الثانوية التأهيلية، وهذا ما يصعب التجاوب معه حاليا، مما جعل أولياء أمور التلاميذ يتذمرون ويعبرون عن سخطهم تجاه إدارة المؤسسة”.
وتابع نفس المتحدث بأن،” القرار الوزاري الخاص بإلغاء العمل بالمذكرة رقم 12 الصادرة بتاريخ 18 يناير 1990 في شأن تدبير التحاق تلاميذ التعليم الخاص بالمؤسسات التعليمية العمومية وجعله بيد مدير المؤسسة، كان له انعكاسات سلبية جعلت التعليم الخصوصي والعمومي على المكانة نفسها، وذلك باعتبار القرار الملغى يجعل من التعليم الخصوصي محط شك والتقليل من شأنه، إلا أن آثاره جعلت من المؤسسات ذات الجذب تتحمل عبئا كبيرا”.
وربط مدير الثانوية التقنية سبب الإقبال عليها والذي جعلها في قلب ظاهرة الاكتظاظ، بما تتميز به من إيجابيات ومؤهلات في مجال تنشئة التلاميذ وتأطيرهم تربويا وعلميا، وهو ما تعكسه، يردف مدير الثانوية، النتائج التي يحصل عليها التلاميذ المتخرجون منها والذين يتم قبولهم لولوج المدارس والمعاهد العليا بعد الباكالوريا، مما جعل غالبية الآباء والأولياء يتهافتون على تسجيل أبنائهم بهذه الثانوية التي أشهرتها سمعتها بشكل لافت وسط العائلات، لكنها خلقت لنا متاعب كثيرة بسبب الاكتظاظ الناتج عن هذا الإقبال”.

وزاد الباحث في علوم التربية ومدير الثانوية التقنية جعفر الفاسي الفهري، وهو يحصي مناقب ثانويته، بأن “الإداريين والأطر التربوية بمختلف تخصصاتهم، يحرصون على جعل التلميذ في قلب الأنشطة المندمجة، التي تعطي للعملية التعليمية والتربوية معنى هادفا ومحفزا للتلاميذ، وذلك بالتركيز على الإعداد النفسي والذهني للامتحانات الإشهادية التي ينظمها أطر الدعم الاجتماعي بمديرية مولاي رشيد، وكذا اختبار معلومات ومهارات التلاميذ عبر اللقاءات التحسيسية التوعوية والمسابقات الثقافية على مستوى أجناس الشعر والقصة القصيرة والمسرح، مع توزيع جوائز على الفائزين.
وفي مقابل ما تعانيه من محدودية الطاقة الاستيعابية للتلاميذ الوافدين عليها، نوه الباحث في علوم التربية والذي يدير الثانوية التقنية جعفر الفاسي الفهري بحي “مولاي رشيد- سيدي عثمان”في مقابل ما تعانيه من محدودية الطاقة الاستيعابية للتلاميذ الوافدين عليه، بإنجازات مؤسسته كما قال، على مستوى المسابقات الإقليمية والجهوية والوطنية، والتي تصل في بعض الأحيان إلى الدولية، حيث خص بالذكر حيازة بثانوية جعفر الفاسي الفهري التأهيلية للمرتبة الأولى جهويا في عدة مجالات منها مسابقة المجلة “الورقية” عبر”جعفر تايمز”، والتي حصدت المرتبة الثالثة وطنيا في الدورتين الأولى والثانية، وعين المجلية بات اليوم على التتويج بالرتبة الأولى خلال الدورة الثالثة المقبلة، فيما نجح تلاميذ نفس المؤسسة، يضيف مديرها رضون قصور، خلال تمثليهم للمغرب في مسابقة “الصحفيون الشباب للبيئة” التي جرت في السينغال بإظهار تميز ثانوية جعفر الفاسي الفهري”.

يذكر أن ثانوية جعفر الفاسي الفهري التأهيلية بحي مولاي “رشيد – سيدي عثمان” والتي يديرها الباحث في علوم التربية، الدكتور رضوان قصور، احتلت المرتبة الأولى وطنيا على التوالي خلال سنة 2017 و2018 و2020 و2021، حيث كان ذلك تتويجا واعترافا بالنتائج والمعدلات المحصل عليها من قبل تلامذتها، وكذا بالمجهودات، التي تبذلها الإدارة التربوية من أجل الرقي بالقدرات التدريبية لأجيال الغد في مجال الميكانيك والرياضيات، مما مكن أربعة تلاميذ من ثانوية جعفر الفاسي الفهري التأهيلية بحي مولاي “رشيد”، وفق ما كشف عنه مديرها رضوان قصور لـ”الميادين نيوز” ، من الظفر بامتياز متابعة دراستهم في تخصص”ميكانيك”بثانوية التميز ابن جري التأهيلية والتي تفرض شروطا قاسية لولوجها وتحصيل تكوين علمي وتقني استعدادا لدخول الأقسام التحضيرية للمدارس العليا، خاصة في الشعب العلمية والتكنولوجية(الرياضيات والعلوم الفيزيائية الهندسة الفيزياء والكيمياء والهندسة- التكنولوجيا والعلوم الصناعية).