بعد خطاب “اليد الممدودة” » الذي ألقاه الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الثانية والعشرين لعيد العرش، الذي ركز فيه على دعوة الجارة الشرقية لطي صفحة الخلاف، وإعادة فتح الحدود المغلقة بين البلدين « التوأمين » منذ سنة 1994، وفي الوقت الذي لم يبدي فيه الرئيس الجزائري, عبد المجيد تبون, أي رد فعل وفضل التزام الصمت، كان للصحف الجزائرية رأي آخر مبدية ردود أفعال سلبية تجاه موقف الملك المغربي .
بالرغم من التفاعل السلبي مع مضمون خطاب العرش، وتزامنا مع الحرائق التي عرفتها مناطق الشمال الشرقي للجزائر، غير أن المغرب مد يده من جديد، في مبادرة إنسانية أمس الأربعاء، معربا عن استعداده لدعم الجزائر في محنتها، و مساعدتها على مواجهة حرائق الغابات التي أسفرت لحدود الآن عن مصرع تسع وستين شخصا، بعد تسجيل أربع وفيات جديدة أمس الأربعاء بولاية بجاية شمال شرق الجزائر، حيث أعطى الملك محمد السادس تعليماته لوزيري الداخلية “عبد الوافي لفتيت” والشؤون الخارجية “ناصر بوريطة” للتعبير لنظيرهما الجزائريين عن استعداد المغرب لمساعدة الجزائر في مكافحة الحرائق التي تجتاح غاباتها.
وحسب بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي و المغاربة المقيمين بالخارج، فإن العاهل المغربي ،محمد السادس، قد أمر بتعبئة طائرتين من طراز “كانداير” للمشاركة في عملية الإطفاء، في انتظار الحصول على رد من السلطات الجزائرية وموافقتها على إشراك المغرب في هذه العملية، في الوقت الذي وصلت فيه إلى مطار هواري بومدين الدولي بالجزائر، اليوم الخميس، طائرتان برمائيتان من نوع “كانداير” بموجب الاتفاقية التجارية التي عقدتها الجمهورية الجزائرية مع الاتحاد الأوروبي، استقبلهما المدير العام للحماية المدنية العقيد “بوغلاف بوعلام”.
وستدخل الطائرتان حيز الخدمة بداية من اليوم الخميس لمساعدة فرق الحماية المدنية وقوات الجيش في عملية إخماد الحرائق المشتعلة بالولايات المعنية.
وحسب ما جاء في التلفزيون العمومي الجزائري، فإن وفدا وزاريا مكونا من الوزير الأول “أيمن بن عبد الرحمن” و كل من وزير الداخلية “كمال بلجود” ووزير الصحة”عبد الرحمن بن يوزيد”، ووزيرة التضامن “كوثر كريكو”، قد وصل اليوم الخميس، إلى ولاية تيزي وزو للوقوف عند حجم الخسائر وتعزية أسر الضحايا.
وجدد الوزير الجزائري الأول ، خلال زيارته لولاية تيزي وزو، التأكيد على أن اندلاع الحرائق فعل إجرامي مدروس، وفقا لما أثبثته التحقيقات بإمكانيات تكنولوجية علمية، كما كشف أن رئيس الجمهورية “عبد المجيد تبون” قرر تخصيص ميزانية و برنامج استعجالي خاصين بالمناطق المتضررة، مضيفا بأن الدولة سخرت كل الوسائل المادية و المعنوية للتكفل بالسكان في كافة الولايات المتضررة من الحرائق.
جدير بالذكر أن حملات التضامن كانت قد بدأت يوم الثلاثاء ،عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انطلقت من العاصمة الجزائر، قوافل شاحنات وسيارات محملة بمياه الشرب، والمواد الغذائية، وحليب الأطفال، والحفاظات، والملابس، والأدوية لفائدة ساكنة قرى تيزي وزو.