حالة من الغليان عاشتها الثانوية التأهيلية ابن الأثير بحي سيدي إبراهيم في مدينة فاس، صباح هذا اليوم الأربعاء 12 يونيو الجاري آخر أيام امتحانات نيل شهادة الباكالوريا لعام 2024 بالنسبة لأغلبية الشعب والمسالك، حيث احتج عدد من التلاميذ معية أهاليهم على تسبب أستاذة في تضييع وقت الممتحنين في مادة علوم الحياة والأرض.
ووفق المعطيات التي حصلت عليها “الميادين نيوز” من بعض التلميذات والتلاميذ المعنيين وكذا آبائهم والذين تجمهروا بباب الثانوية التأهيلية ابن الأثير بحي سيدي إبراهيم، حيث اجتازوا امتحان هذه المادة العلمية، فإن الممتحنين بقاعات 9 و13 و14 و 15 ، بعد مرور حوالي ساعة من انطلاق الامتحان في وقته القانوني والذي هو الثامنة صباحا من هذا اليوم الأربعاء، فوجؤوا كما يقولون، بتردد أستاذة عليهم يرافقها اثنين من زميليها، حيث أخبرتهم بوقوع خطأ في التمرين رقم أول من مادة علوم الحياة والأرض، لافتتة نفس الأستاذة إلى ضرورة قلب اتجاه عكسي “للمنحنى” (la courbe) الوراد في سؤال يهم تحليل و تفسير المنحنيات في الظاهرة المدروسة المعروضة بهذا التمرين من مادة علوم الحياة و الأرض، وهو ما امتثل له التلاميذ على الرغم من أنهم استفسروا الأستاذة حول توقيت هذا التصويب و من يتحمل مسؤوليته.
وزادت نفس المعطيات بأنه في الوقت الذي لجأ أغلب الممتحنين بالقاعات المشار إليها أعلاه، إلى إعادة ترتيب أجوبتهم على التمرين الأول بناء على تصويب سؤاله من طرف الأستاذة وزميليها، فوجؤوا مرة ثانية بحضور نفس الأساتذة ليعلنوا للتلاميذ بأن السؤال صحيح ولا خطأ فيه، معتذرين عن سوء تقدير الأستاذة التي طالبت بتغيير اتجاه “المنحى”، وهو ما تسبب في تضييع وقت ثمين للممتحنين.
من جهتها أفادت مصادر متطابقة، بأن “فضيحة” تدخل غير مفوق لأستاذة معية زميلين لها في عملية تصويب سؤال تمرين بمادة علوم الحياة والأرض، لم يكلف المتورطين فيه سوى اعتذار للمتحنين، غير آبهين بما تسببوا فيه من ضرر للتلاميذ والذين أضاعوا جزء كبيرا من الوقت والتركيز نتيجة تصرف غير مسؤول من أستاذة.
وتابعت المصادر نفسها، بأن تجمهر التلاميذ و أهاليهم أمام مركز الامتحان الثانوية التأهيلية ابن الأثير بحي سيدي إبراهيم في فاس، وبعدها بأمام مركز التصحيح قبالة ثانوية أم أيمن، عجل بحضور مدير أكاديمية جهة فاس للتربية والتكوبن، والذي توجه إلى نفس المركز، فيما أجبره موقفه المحرج على الوقوف وهو على متن سيارته بباب نفس المؤسسة حيث كان يتجمهر التلاميذ الغاضبين وأهاليهم، إذ أخبرهم وفق ما نقله شاهد كان حاضرا بعين المكان، بأنه على علم بكل تفاصيل ما حصل، وأن الأكاديمية ستولي الموضوع ما يستحق.
و إلى حدود كتابة هذا الأسطر، لم تخرج بعد الأكاديمية وكذا لجان الإشراف على الامتحان، عن صمتهم لتقديم توضيحات حول ما حصل، خاصة وأن الواقعة ترقى إلى مستوى فضيحة تربوية تهم امتحان نيل شهادة الباكالوريا، وهو ما يتطلب فتح بحث إداري تحت اشراف مصالح الوزارة لتحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات.
هذا و تزامن تحلق المحتجين حول مسؤول بقطاع التعليم بفاس أمام مركز تصحيح الامتحانات القريب من المؤسسة التعليمية التي كانت مسرحا للخطأ غير المسؤول الصادر عن أحد المشرفين على امتحان مادة علوم الحياة والأرض، (تزامن ذلك) مع إقدام تلميذة على توثيق الحوار الدائر بين الطرفين عبر هاتفها النقال، وهو ما رد عليه حراس أمن خاص ، عقب رصدهم لعملية التصوير، بتوقيفهم للتلميذة و ادخالها إلى المركز، حيث جرى اخلاء سبيلها بعد حذف ما قامت بتصويره مع أخذ كل المعطيات الخاصة بها، وهو ما ندد به المحتجون واصفين تصرف حراس الأمن الخاص بغير”القانوني” و”الخارج” عن اختصاصاتهم.