تتواصل داخل وخارج الجامعات المغربية،الصراعات وعمليات شد الحبل التي تتطور إلى مواجهات دامية واختطاف وتعذيب، بين الطلبة اليساريين والإسلاميين، فبعد المواجهة بين الطرفيت والتي عاشتها مؤخرا رحاب جامعة عبد الملك السعدي بتطوان، انتقل الاحتكاك العنيف إلى الجهة الشرقية، حيث كشف طالب ينتمي”لفصيل طلبة العدل والإحسان”، عن تعرضه لعملية اختطاف وتعذيب بمدينة الناظور، والمشتبه فيهم وفق الاتهام الصادر عن نفس الطالب هم طلبة من فصيل”الطلبة القاعديين”وبالتحديد المجموعة التي اشتهرت باسم”الكراس”.
واستنادا إلى البيان الذي أصدره فصيل طلبة العدل والإحسان بكلية سلوان -الناظور ونشره الموقع الالكتروني للجماعة صباح هذا اليوم الخميس 26 ماي الحالي، فإن الطالب المعتدى عليه “بالاختطاف والتعذيب”، عصام لحسيني المنحدر من مدينة زايو، يتابع دراسته الجامعية بشعبة القانون العام السنة الثالثة بالكلية المتعددة التخصصات بمدينة الناظور، حيث فوجئ خلال مغادرته لقاعة الندوات بالكلية، بمحاصرته من قبل 20 طالبا ينتمون لفصيل الطلبة القاعديين (الكراس)، والذين قاموا باقتياده إلى الغابة المجاورة للكلية، وعرضوه وفق بيان فصيل طلبة العدل والإحسان، للاحتجاز والتعذيب بعدما جردوه من ملابسه.
وزاد البيان نفسه، بأن”المعتدون على طالب جماعة العدل والإحسان، قاموا بتعصيب عينيه بمكان احتجازه وسط الغابة، وجردوه من ملابسه وصادروا هاتفه ومحفظته، ثم قاموا بتصويره عاريا بعدما أوسعوه ضربا وجرحا، ثم اقتادوه مرة ثانية إلى الكلية لمحاكمته في حلقية جماهيرية.
هذا وطالب فصيل طلبة العدل والاحسان من إدارة الكلية بتفريغ الكاميرات التابعة للكلية بسلوان وتسليمها للجهات القضائية المختصة لاستعمالها في أبحاثهم والوصول إلى كل المتورطين في هذا الاعتداء.
وأفاذت آخر الأخبار القادمة من مدينة الناظور، بان الطالب المعتدى عليه، قدم شكايته المعززة بتقرير طبي وشواهد طبية تثبت مدة العجز والإيذاء العمدي بالضرب والجرح والذي تعرض له في أنحاء مختلفة من جسده، حيث قدم للشرطة لائحة بأسماء وصور المشتبه فيهم الذين تعرف عليهم وعددهم 11 شخصا من أصل عشرين شخصا يتهمهم باختطافه واحتجازه يوم الثلاثاء الماضي داخل الغابة القريبة من الكلية المتعددة التخصصات بين الناظور وسلون، وتجريده من ملابسه وتصويره وتعذيبه واستنطاقه قبل العودة به إلى الكلية لمحاكمته في حلقية جماهيرية طلابية.
وزادت نفس الأخبار، بان طالب فصيل جماعة العدل والإحسان بكلية الناظور، تزامنت واقعة الاعتداء عليه، مع الندوة التي نظمها الطلبة القاعديون(الكراس) بقاعة الندوات حول موضوع “الإسلام السياسي بين الإجرام وادعاء المظلومية”، وذلك في إطار الأيام الثقافية التي ينظمها الرفاق بالكلية اختاروا لها شعار” تصور الطلبة القاعديين لخطة إفراغ الحركة الطلابية من أي مضمون رجعي، ونشر دور الحركة التقدمي باعتبارها رافد من روافد حركة التحرر الوطني”.
هذا وحاولت”الميادين نيوز” الحصول على رواية أحد مسؤولي فصيل الطلبة القاعديين”الكراس”بكلية الناظور- سلوان، غير أن هواتف مسؤولي الفصيل وجدناها مغلقة، حيث أفاذ أحد المقربين منهم بالناظور بأن”رفاقه منشغلون بفعاليات الأيام الثقافية التي انطلقت الإثنين الأخير 23 ماي الحالي، وتنتهي مساء هذا اليوم الخميس 26 ماي بأمسية ختامية بالكلية المتعددة التخصات في ضواحي الناظور.
يذكر أن الجامعات المغربية عرفت العديد من أحداث العنف بين الفصائل المكونة لها، إذ تزايدت حدتها خاصة في التسعينيات من القرن الماضي، اغلبها كانت تقع ما بين الطلبة القاعديين وفصائل الأحزاب السياسية التقدمية بالجامعة، قبل أن ينقل القاعديون مدفعيتهم صوب فصائل الطلبة الإسلاميين خصوصا طلبة العدل والإحسان وبعدهم طلبة منظمة التجديد الطلابي، وذلك في حوادث دامية أسفرت عن مقتل طالب قاعدي بوجدة المعطي بوملي في أحداث 1991، وبعده رفيقه محمد بنعيسى آيت الجيد في أحداث 25 فبراير1993، ثم مصرع طالب منظمة التجديد “عبد الرحيم الحسناوي” في أحداث كلية الحقوق بفاس في أبريل 2014، فيما تبقى أعنف مواجهة بين الطلبة القاعديين/البرنامج المرحلي” وفصيل “الطلبة الأمازيغيين”، تلك التي جرت سنة 2007 بالراشدية خلفت وفاة طالب قاعيدي، وأخرى في 2010 باكادير ومراكش ووجدة وفاس ومكناس، خلفت جرحى بين الطرفين.