بعد معاناة لسنوات طوال تحولت معها حياة ساكنة المنطقة إلى جحيم دائموهم معزولون بمنطقة جبلية بإقليم تاونات، أخيرا استبشر سكان الدواوير المحيطة بمركز جماعة”راس الواد”التابعة إداريا لدائرة تيسة، خيرا بأول خطوة ضمن رحلة الألف ميل لتحسين ظروفهم في هذه المنطقة المعزولة، حيث انطلقت صباح هذا اليوم الجمعة 13 ماي الحالي، أشغال تعبيد الطريق الرابطة بين مركز جماعة راس الواد ودوار البيار أولاد عبد الله حتى منطقة عين الخادم.
ووفق المعطيات التي حصلت عليها”الميادين نيوز”من أبناء هذه المنطقة الذين ترافعوا أمام السلطات المحلية والإقليمية والجهوية وحتى المركزية لسنوات طويلة لبلوغ ما بلغوه اليوم، فإن عملية تعبيد الطريق على مسافة تمتد لأزيد من 5.7 كيلومترا، وتربط مركز جماعة راس الواد ومحيطها مرورا بدوار البيار أولاد عبد الله وصولا إلى منطقة عين الخادم، أعقبت أشغال بناء القنطرة التي أنشئت مؤخرا على واد اللبن، حيث كلف المشروعان ميزانية تجاوزت 16 مليون درهما خصصها مجلس جهة فاس- مكناس السابق برسم السنة المالية 2020-2021 .
وزادت المصادر نفسها بان مشروعي القنطرة والطريق التي انطلقت أشغال تعبيدها صباح هذا اليوم الجمعة 13 ماي الجاري، ينتظر ان تفك العزلة عن أزيد من 11 دوارا يحيطون بجماعة راس الواد بدائرة تيسة، حيث يتطلع سكان المنطقة إلى فك العزلة عن هذا الخط الطرقي الجديد بالمنطقة حتى يمتد لحوالي كيلومترين إضافيين، تفصله عن الطريق الإقليمية الرابطة بين إقليمي تاونات وتازة ، وهو ما دفع سكان هذه الجماعة بدواويرها وسط أجواء فرحة تعبيد الطريق انطلاقا من مركز جماعة راس الواد مرورا بدوار البيار أولاد عبد الله حتى منطقة عين الخادم، يوجهون التماسهم للجهات المعنية بغرض تحويل طلبهم هذا إلى فعل ميداني في أقرب الاجال الممكنة حتى تكتمل فرحتهم كما يقولون.
هذا وجاء احتفال سكان جماعة راس الواد والدواوير المستفيذة من انطلاق أشغال تعبيد الطريق التي ستفك العزلة عن 11 دوارا، بعد فرحة مماثلة عاشها سكان دوار البيار بنان ظهر البيض، حيث عرفت منطقتهم منتصف هذا الأسبوع، وصول الشحنة الأخيرة من الالواح الشمسية والمضخات المستعملة في التزود بالماء، حيث يتوقع الصاهرون من النشطاء المدنيين في مجال التنمية المحلية وفك العزلة، بأن تعطى انطلاقة ضخ المياه عبر الشبكة المحدثة نهاية هذا الشهر، إذ تتزامن هذه العملية مع حلول الشركاء الفرنسيين عن جمعية” A l’EAU GEMEAU Solidarité“الممولة للمشروع والتي تحمل شعار “الولوج إلى الماء حق للجميع”، حيث سيحضر ممثلون عنها لمعاينة المشروع و المشاركة في مراسيم اطلاق عملية التزود بالماء الصالح للشرب بعد انتهاء أشغال تثبيت اللواح الشمسية والمضحات.
يذكر أن انجاز قنطرة واد اللبن وتعبيد الطريق التي تنطلق من مركز جماعة راس الواد مرورا بدوار البيار أولاد عبد الله وصولا إلى منطقة عين الخادم، يعول عليها سكان هذه الجماعة و 11 دوارا يحيطون بها، في إنهاء ولو إلى حين المعاناة والصعاب التي تحملوها لسنوات بسبب غياب القنطرة والطريق السالك وهم ينقلون حواملهم على آلة حذباء من الضفة الأخرى المعزولة، بموازاة قلقهم عن أطفالهم الذين يركبون المخاطر للوصول إلى المدرسة، دون أن ينسوا المعارك التي يخوضونها مع الطبيعة وغضبها حين تعزلهم سوء الأحوال الجوية عن السوق الأسبوعي لجماعة راس الواد المزود الوحيد لهم بالمؤونة، وهو ما دفعهم اليوم بحسب ما كشف عنه من تحدثت إليهم”الميادين نيوز”، بأن يبادر مجلس جهة فاس- مكناس إلى ربط الطريق الذي انطلقت فيه هذا اليوم الجمعة 13 ماي الجاري أشغال تعبيده على قنطرة واد اللبن، بالطريق الإقليمية الرابطة بين إقليمي تاونات وتازة، حيث لا تتعدى المسافة المطلوب تعبيدها من قبل سكان جماعة راس الواد ودواويرها كيلومترين من الإسفلت(حوالي 1.5كلم)، تورد مصادر الجريدة.